507575571559024578975075775024306753790756754506735719003007773507540230757057202507579075705795075730757636076770670676697076768076720206706706360790343707607570674938697202349307676

"باب الفتوح"


باب الفتوح
( أثر رقم 6)
                                                                                                                                      (بقلم: عماد حمدي)
باب الفتوح في الجهه الشماليه والمؤدي لشارع المعز لدين الله الفاطمي
 والملاصق لجامع الحاكم بأمر الله 
سبب التسمية:

يرجع سبب التسمية إلي أن خروج الجيوش لعمل فتوحات و توسعات خارج رقعة الدولة الفاطمية كانت تخرج من خلال هذا الباب (1).



الموقع:
     يقع باب الفتوح في الجهة الشمالية بين سور بدر الجمالي بجوار جامع الحاكم بالجمالية, كان موضعه عندما أسسه جوهر الصقلي قريبا من بداية حارة بين السيارج و عندما جدد بدر الجمالي سور القاهرة أنشأ هذا الباب في موضعه الحالي(2).

المنشئ:
منشئ هذه البوابة العظيمة هو أمير الجيوش بدر الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الذي تولي الخلافة من سنة (427هـ-1036م)(3).

نص التأسيس:
ونص التأسيس لباب الفتوح نصه " بسم الله الرحمن الرحيم, لا إله الا الله و حده لا شريك له محمد رسول الله علي ولي الله صلي الله عليهما و علي الأئمة من ذريتهما أجمعين ( آية الكرسي كاملة ) بعز الله العزيز الجبار يحاط الإسلام و تنشأ المعاقل و الأسوار أمر بإنشاء هذا الباب الإقبال بالسور المحيط بالمعزية القاهرة المحروسة حماها الله فتي مولانا و سيدنا محمد أبو تميم المستنصر بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليه و علي أبائه الطاهرين و أبنائه الأكرمين السيد الأجل أمير الجيوش نافع الإسلام بعمله في محرم سنة ثمانين و أربعمائة الحنيفية و صلي الله علي سيدنا محمد و علي آله الأئمة الطاهرين و سلم تسليما إلي يوم الدين و حسبي الله و نعم الوكيل (4) .

كتلة البناء:
يختلف هذا الباب عن باب النصر في مسقط برجيه(5) من الخارج إذ أنهما علي شكل مستدير, و تبلغ مقاييس كتلة البناء 33 ,22م و يشبه باب النصر في الثلثين المصمتتين و في الحجرتين الدفاعيتين مع بعض الإختلافات البسيطة حيث يصلهما  دهليز(6)جزء منه مغطي بقبو(7) صغير علي شكل نصف دائري (8) .

       يرتفع بناء البرجين في هيئة بناء مصمت من مستوي الإرتفاع الكلي للبرجين و بنفس إرتفاع السور كما هو الحال في برجي باب النصر ثم يعلو كل برج في هذا المستوي حجرة مزودة بمزاغل لرمي السهام و يعلو كل حجرة سقف عبارة عن قبو متقاطع (9).
برجا باب الفتوح وهما علي شكل اسطواني ويظهر في الطوابق العلويه فتحات رمي السهام, 
حيث يعتبر الباب من المنشئات الحربيه والدفاعية

الشكل الخارجي والزخارف:(10) 
يزين واجهة كل برج بارز من الخارج هيئة عقد(11) نصف مستدير يصل حتي قمة الطابق الثاني المصمت و كذلك علي جانبية, أما داخل البرجين, فيلاحظ وجود عقد في كل ناحية ذو صنجه(12) علي شكل وسائد متماسة تظهر لأول مرة في تاريخ العمارة الإسلامية في مصر, و يحدد هيئة العقد من أعلي إطار مفصص (13).

يشاهد علي فتحة المدخل من الخارج, عتب ذو صفحات مزررة, فوقه عتب نفيس, يعلوه عقد عاتق(14) صفحاته مسلوبة, يحدد هيئة هذا التكوين المعماري إطار حجري بارز علي شكل عقد مفصص, و يتدرج الكتلة أيضا عقد نصف دائري, زخرف باطنه بأشكال هندسية و نباتية علي هيئة معينات متماسة تحصر بداخلها أشكال من النجوم الخماسية و الثمانية و ورود متعددة البتلات و محارات و فصوص إضافية إلي هيئة وردة اللوتس و غير ذلك من العناصر الزخرفية.
مدخل باب الفتوح الذي يؤدي لشارع المعز لدين الله الفاطمي.
يعلو العقد الرئيسي السابق إفريز حجري محمول علي ستة كوابيل(15) حجرية بديعة, يبدو أنها كانت في الأصل مزخرفة بشكل رؤوس الكباش و لم يبق منها الإ إثنان, إضافة إلي كابولين في الجانيين يرتكزان علي كتف حجري غير بارز ينتهي بحلية معمارية حجرية و يعلو أيضا هذا الإفريز الحجري عقد موتور صنجاته مزررة, يرتكز عليه الفتحات الخمس المعده لإلقاء المواد الكاوية و الصلبة علي المقتحمين, يتوج كتلة هذا الباب : ( البرجان و المدخل ) شرفات معقودة و قد إستغلت الأرضية المحصورة بينهما لتشكيل فتحات ضيقة للسهام ( مزاغل ) (16).

زخارف باب الفتوح الرائعه المتمثله في العقود والأشكال النباتيه والهندسيه والكوابيل الحجرية.

الباب الخشبي(17):
ولفتحة الباب مصراعان من الخشب(18)المصفح بالحديد المثبت بمسامير البرشام (19), يؤدي إلي مساحة ما بين البرجين من الداخل علي هيئة دركاة(20) مغطاة بقبة(21)حجرية ضحلة مناطق إنتقالها من المثلثات الكروية, يكتنفها من الجانين دخلتان عميقتان, يغطي كل منهما قبو نصف دائري, و تشرف علي داخل المدينة بواسطة عقد كبير نصف دائري (22).
الباب الخشبي والمصفح بالحديد المثبت بمسامير البرشام.

الطوابق العلوية:
يعلو كل برج من البرجين حجرة دفاعية تشغل مساحة الثلث العلوي, الغربية منها مستطيلة الشكل ومغطاة بقبو حجري متقاطع, يتوسطه صره مستديرة, بداخلها نجمة ثمانية و بسور هذه الحجرة ثلاث فتحات للسهام تشرف علي خارج الجانيين يتماثل فتحتان, أما الحجرة الشرقية فيغطيها أيضا قبو متقاطع بمركزه صره مستديرة بداخلها نجمة سداسية، و بها المزاغل ( فتحات السهام) المماثلة للحجرة الغربية.

  إضافة إلى تميزها بوجود سلم في مكان فتحة السهام في الضلع الشرقي علي يمين الداخل مباشرة يؤدي إلي السطح العلوي, هذا و يصل بين البرجين رحبة أو ممر, تعلو مساحة فتحة المدخل تقريبا, مكشوفة في الناحية الجنوبية و مغطاة بقبو نصف دائري في الجزء الشمالي منها, وتطل علي خارج المدينة بواسطة خمس نوافذ معقودة نصف دائرية.

و يتميز الجزء الشمالي بوضعين من السقطات الأول به ثلاث فتحات معدة لصب المواد الكاوية السائلة من خلال مستوين, و الثاني به خمس فتحات نافذة عموديا ربما لإلقاء الأحجار أو المواد الصلبة الأخري في حالة التمكن من إقتحام البوابة (23).
فتحات صب المواد الكاويه والزيت المغلي علي الأعداء 
و يتصل باب الفتوح بباب النصر بطريقتين : أحدهما من فوق السور, و الآخرين تحت السور و هو ممر معقود علي جانبية فتحات المزاغل و الحجرات المعقودة و هي في حالة متقنة تزودنا بفكرة واضحة عن نظام الحصون المصرية في العصر الفاطمي و علي وجه التحديد مع نهاية القرن (5هـ, 11م ) (24).


باب الفتوح من داخل شارع المعز.
باب الفتوح ويظهر بجانبه المئذنه الشماليه  لجامع الحاكم بأمر الله.





[1] محمد أحمد عبد اللطيف:محاضرات في أثار مصر الاسلامية,ص 169   (بتصرف)
[2]عاصم محمد رزق:أطلس العمارة الاسلامية و القبطية بالقاهرة,مكتبة مدبولي,الجزء الأول, 2003,ص 470, أبو الحمد محمود فرغلي,الدليل الموجز لأهم الأثار الاسلامية والقبطية بالقاهرة,الدار المصرية اللبنانية,ص226 (بتصرف)
[3] عاصم محمد رزق:أطلس العمارة, ص 470
[4] محمد عبد الستار عثمان:موسوعة العمارة الفاطمية,ص 101
[5] هو بناء مرتفع فى سور المدينة او القلعة او الحصن او الخان او الرباط.
[6] يأتي في العمائر المملوكيه بصفه عامه للدلاله علي الممر الداخلي الذي يفضي من الدركاه الي الصحن
[7] سقف مقوس او معقود ذو أشكال مختلفه.
[8] محمد أحمد عبد اللطيف:محاضرات في أثار مصر الاسلامية(كتاب جامعى), ص 169
[9] محمد عبد الستار عثمان:موسوعة العمارة الفاطمية, ص102  
[10] هي النقوش التي يجمل بها البناء سواء كانت في جص او حجر او خشب وقد حظيت هذه الزخارف في العمارة والفنون.
[11] هي وحده معماريه بنائيه ذات هيئه مقوسه أيا كان نوعها.
[12] الصنج المعشقه عي عباره عن قطع حجريه او رخاميه يتداخل بعضها في بعض بواسطة التعشيق او التزرير.
[13]محمد أحمد عبد اللطيف:محاضرات في أثار مصر الاسلامية,ص170
[14] يقوم بتخفيف الضغط الواقع علي ما تحته من جدران وهو بذلك يعتق البناء.
[15] يستخدم للدلاله علي بروز من حجر او خشب او من اجر يبني عن سمت الواجهه ليكون بمثابة  دعامة تحمل كره أرضية.
[16]محمد أحمد عبد اللطيف:محاضرات في أثار مصر الاسلامية,ص171
[17] هو الفتحة القائمة فى سور المدينة أو الحصن أو الخان او فى واجهة المسجد والمدرسة والمنبر والقصر والبيت والربع والوكالة وغيرها مما يغلق عليه مصراع او مصراعين أو اكثر.
[18] إستخدم الخشب في كثير من الاغراض المعماريع والفنون الاسلاميه ولا سيما في السقوف والمقرنصات و الابواب والشيابيك والمقابر والدكك والكراسي.
[19] محمد عبد الستار عثمان:موسوعة العمارة الفاطمية, ص103    
[20] هي كلمه فارسيه مكونه من مقطعين (در) بمعني الجزء المنخفض الذي يلي الباب و (كاه) بمعني محل واللفظ ايضا يعني العتبه او الساحه التي علي الباب مباشرة.
[21] هي بناء محدوب أو اشبه بكره مشطوره  من وسطها.
[22]محمد أحمد عبد اللطيف :محاضرات في أثار مصر الاسلامية,  ص171 
[23]محمد أحمد عبد اللطيف: محاضرات في أثار مصر الاسلامية , ص171 , 172
[24] أبو الحمد محمود فرغلي:الدليل الموجز ,ص226 , 227




تعليقات
لايوجد تعليق