507575571559024578975075775024306753790756754506735719003007773507540230757057202507579075705795075730757636076770670676697076768076720206706706360790343707607570674938697202349307676

جامع عمرو بن العاص بالفسطاط

جامع عمرو
بقلم (عماد حمدي)
جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة

جامع عمرو بن العاص بالفسطاط :
وجامع عمرو بن العاص هو أول جامع أقيم في مصر، لذا يسمى بالجامع العتيق، وتاج الجوامع، أنشأه بالفسطاط الصحابى الجليل عمرو بن العاص عام (21ه/641م)[1]، واتخذ الجامع مركزاً لتخطيط الفسطاط واختطت الجند دورها حوله، وكان طوله خمسين ذراعاً أي 25 متراً وكان عرضه 30 ذراعاً، وهو أقدم جامع في افريقيا وجرى عليه كثير من التعمير والإضافات والزيادات والتجديد على طول التاريخ[2].




 وهذا المسجد بطبيعة الحال يمثل رمزاً سياسياً إذ يعكس وحدة المسلمين تحت راية إمام المدينة، ووحدتهم الدينية وتضامنهم، وشارك في تشييد هذا الجامع جمع من صحابة رسول الله ﷺ، منهم الزبير بن العوام، والمقداد وعبادة بن الصامت[3]، هذا وقد شيد جامع عمرو بن العاص فى بادئ الأمر ليكون مسجداً، أي أنه كانت لا تقام به الصلوات الجامعة، إذ أن مساحته كانت لا تستوعب سوى 700 رجلاً فقط في حين أن عدد جيش عمرو بن العاص كان يقدر بـ1200 رجل[4]، هذا وقد كان للمسجد بابان في واجهته الشمالية، وآخران في واجهته الجنوبية، وكان بالواجهة الشرقية كذلك بابان يقابلان دار عمرو بن العاص، وكان يحيط بالمسجد من جهاته الأربعة طريق من سبعة أذرع، وقيل أن قبلته كانت أكثر انحرافاً إلى ىالشرق[5].

هذا وقد كانت مساجد البصرة والكوفة  ومصر خالية من المحاريب المجوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول ﷺ، فلما أراد عمرو بن العاص أن يتخذ له منبراً في مسجده، كتب اليه الخليفة عمر بن الخطاب يأمره بكسره قائلاً له : "أما يكفيك أن تقوم قائماً والمسلمون جلوس تحت قدميك فكسره"[6]، وكان هذا الجامع هو النواة التي بنيت على أساسها المساجد الفخمة التي تزدان بها مصر، والتي هي اليوم آية من آيات الفن الجميل تستهوى النظر بجمال زخرفها، وتسحر اللب بدقة تصميمها وتناسب أجزائها[7].

هذا وقد مر هذا الجامع بالعديد من عمليات الإحلال والتجديد على مر عصور التاريخ الإسلامي، فقد مر المسجد بخمسة زيادات: الأولى كانت في عام 53ه على يد والى مصر من قبل الخليفة معاوية بن باى سفيان مسلمة ين مخلد، والثانية في ولاية عبد العزيز بن مروان لمصر حيث أعاد بناء المسجد وتوسيعه عام (89ه/707م)، والزيادة الثالثة على يد قرة بن شريك عام (93ه/710م) حيث هدم المسجد وأعاد بناءه وأنشأ به محراباً مجوفاً، والزيادة الرابعة في عهد الوالي العباسي صالح بن على عام (133ه/750-751م) حيث وسع المسجد من الناحية البحرية، وكانت الزيادة الأخيرة على يد والى مصر عبدالله بن طاهر عام (212ه/827م) حيث قام بتوسعة المسجد من جهته الغربية.

صحن الجامع

احد أروقة الجامع

المنبر والمحراب
المئذنة



[1] خالد عزب: الفسطاط النشأة الازدهار الانحسار، دار الأفاق العربية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1998، ص148.
[2] أنعام عبد المنعم ناجى، هدى عبد المنعم ناجى: المعالم الأثرية والسياحية في مصر، دار نهضة الشرق، الطبعة الأولى، 2002،     ص60.
[3] خالد عزب: الفسطاط ، ص148.
[4] Richard Yeomans: The Art and Architecture of Islamic Cairo, p.20
[5] أحمد فكرى: مساجد القاهرة ومدارسها، المدخل، دار المعارف، الإسكندرية، 1961، ص68
[6] سعاد ماهر محمد: مساجد مصر ، الجزء الثاني، ص16.
[7]محمد عبد العزيز مرزوق: مساجد القاهرة قبل عصر المماليك، مطبعة عطايا مصر، القاهرة، 1942، ص10.




تعليقات
لايوجد تعليق