زاوية أبو الخير
الكليباتي
(أثر رقم 477)
بقلم (عماد حمدي)
زاوية ابو الخير الكليباتي |
المنشئ :-
أرجعت لجنة حفظ الآثار العربية هذه الزاوية إلى ما بين سنتي
(411 – 427 هـ / 1021 – 1036 م )
على عهد الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله و سجلتها بهذا
التاريخ فى فهرس الآثار الإسلامية بمدينة القاهرة الذي طبعته مصلحة المساحة
المصرية سنة ( 1951)، بينما أرجعها على باشا مبارك إلى سنة ( 927 هـ / 1250م) ، وأخذ
عنه نفس التاريخ بعض الباحثين ومنهم الدكتور عبد الرحمن ذكي.
و بالرجوع إلى المصادر العربية لتحقيق هذا التاريخ عليه كثيراً
تبين من الكواكب السائرة للشيخ نجم الدين الغزي أن أبا الخير الكليباتي (صاحب الزاوية ) هو الشيخ الصالح الولي المكاشف
الغوث المجذوب القصير الأعرج، مات فى الثالث من جماد الآخرة سنة (909 هـ / 1503م)
ودفن بالقاهرة بالقرب من جامع الحاكم بأمر الله / ثم بني عليه القاضي شرف الدين
الصغير ناظر الدولة زاوية وقبة إنتهت عمارتها فى ختام رجب من السنة المذكورة.
وقال
الشعراني أن أبا الخير الكليباتي قد مات بمصر يقيد الوقائع والحوادث يوما بيوم –
هو الأصلح وأن وفاة هذا الشيخ كانت فى الثالث من جمادي الآخرة سنة (909هـ /1503م)،
كما تبين من شذرت الذهب لإبن العماد الحنبلي أن القاضي شرف الدين الصغير ناظر
الدولة المشار إليه فى نص إبن الغزي هو – فى غالب الظن – شرف الدين موسي بن عبد
الغفار المالكي خليفة الحكم العزيز بالقاهرة و كاتب مستندات السلطان الغوري، كان
إماماً علامة توفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من رجب سنة إثنتي عشرة و تسعمائة.
وبذلك يتضح أن صاحب
الزاوية كان قد توفي طبقاُ لما ذكره كل من الشيخ نجم الدين الغزي وإبن إياس و
الشعراني وعلى باشا مبارك بين سنتي (909 – 912 هـ / 1503 – 1506م) وأن منشئ
الزاوية و القبة وهو القاضي شرف الدين عبد الغفار المالكي كان قد بناهما فى ختام
رجب سنة (909 هـ / 1503م) قبل وفاته فى الخامس و العشرين من رجب سنة ( 912 هـ /
1506م)، ومن ثم فإن إرجاع هذه الزاوية ومنشئها، الأمر الذي يرجع بناءها
إلى عهد السلطان الغوري الذي تولي الحكم بين سنتي (905 - 920 هـ / 1501 – 1516م)
وليس إلى عهد الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله الذي تولي الخلافة بين سنتي ( 411-
427 هـ/ 1021 – 1036م) .
عمارتها:-
العمارة الخارجية:-
تتكون العمارة الخارجية لهذه الزاوية من واجهة حجرية واحدة فى الناحية الشمالية الغربية تطل على شارع المعز لدين الله، لم يبق منها
غير مدخل رئيسي خال من الزخارف و الكتابات عبارة عن حجر غائر ينزل إليه بتسع درجات
حجرية.
تكتنفه مكسلتان[1] حجريتان صغيرتان، يحيط به جفت [2] لاعب
ذو ميمات دائرية و يتوجه عقد مدائني[3] بسيط ذو صدر مقرنص[4] بمقرنصات
مضلعة ذات زوايا تتوسطه فتحة باب ذات مصراع خشبي واحد عليه زخارف هندسية بسيطة ذات
معينات محفورة يعلوه عتب مستقيم يحيط به جفت لاعب ذو ميمات دائرية، وفوقه نفيس
يليه عقد عاتق يحيط به و بالنفيس جفت لاعب ذو ميمات دائرية أيضاً.
العمارة الداخلية:-
أما عمارتها الداخلية فتبدأ بدركاة مستطيلة -
تلي المدخل المشار إليه – يغطيها سقف خشبي حديث خال من الزخارف فرشت أرضيتها
ببلاطات حجرية، ضلعها الجنوبي الغربي عبارة عن حائط مصمط، أما ضلعها الشمالي
الشرقي فيه دورة مياه حديثة، وتفضي هذه الدركاة إلى
ممر سماوي على يمينه جزء من حائط متهدم عليه بقايا سقف خشبي ، وعلي يساره عقد
رباعي مدبب يتكون من طارتين متداخلتين ترتد ثانيتهما عن أولاهما ، أسفل رجليه إزار[5] خشبي
خال من الزخارف و الكتابات.
يلي هذا العقد منطقة مربعة تغطيها قبة ضحلة خالية من الزخارف
ترتكز على أربعة عقود حجرية رباعية تشبه العقد المشار إليه، فيما عدا عقد الجهة
الجنوبية الشرقية فهو يتكون من ثلاث طارات متداخلة مرتدة تفتح على إيوان[6] صغير للقبلة فرشت أرضيته ببلاطات حجرية، وغطي بسقف عبارة عن
قبو نصف برميلي، فى ضلعه الجنوبي الشرقي نافذة قندلية مركبة تتكون من ثلاث فتحات
سفلية مستطيلة معقودة تعلوها قمريات دائرية، وفي ضلعيه الشمالي الشرقي و الجنوبي
الغربي عدة دخلات مستطيلة، وفي أرضية هذا الإيوان تركيبة خشبية فوق فسقية الدفن.
أما الضلع الجنوبي الغربي للقبة فيؤدي إلى مساحة غير منتظمة
الأضلاع ذات سقف من العروق الخشبية فرشت أرضيتها ببلاطات حجرية فى ضلعها الشمالي
الشرقي عقد رباعي مدبب يتكون من ثلاث طارات متداخلة مرتدة أسفل رجليه إزار خشبي
غير مزخرف هو نفس الإزار الذي يدور أسفل العقود الحاملة للقبة، أما ضلعها الشمالي
الغربي فهو مسدود من أسفل، وبه أعلي جزء من سقف خشبي متهدم .
وغالب الظن أن عمارة الزاوية الداخلية كانت عبارة عن صحن أوسط
فرشت أرضيته ببلاطات حجرية وغطي بقبة آجريه ضحلة غشيت بطبقة من الملاط الخالي من
الزخارف، تحيط به أربعة إيوانات، أولها فى الناحية
الجنوبية الشرقية عبارة عن إيوان للقبلة يطل على الصحن المشار إليه بثلاث عقود
مدببة مرتدة تركز على عمودين رخاميين دائريين يغطيه قبو حجري نصف برميلي، وثانيها فى الناحية
الشمالية الغربية يقابل إيوان القبلة و يشبهه تماما، و ثالثها ورابعها فى
الناحيتين الشمالية الشرقية و الجنوبية الغربية، وكل منهما عبارة عن إيوان صغيرة
يطل على الصحن بعقد واحد مماثل لعقود الإيوانين الرئيسيين[7].
وصف رائع ومتخصص .. كل التحية والتقدير
ردحذفتحية على هذا الوصف الدقيق ونود معرفة المزيد عن أبو الخير الكليباتى
ردحذف