المقرنصات
بقلم (عماد حمدي)
التكوين المعماري للمقرنصات |
وهى عبارة عن مجموعة
نتوءات بارزة مجوفة الأطراف تتكون من عدة صفوف هرمية الشكل أو متوازية في هيئة
دورين أو ثلاثة كانت تستخدم غالباً في أركان الصحون والأسقف لتحويل فتحة السقف من
شكل مربع إلى مثمن لبناء القبة عن طريق ملئ الأركان بحشوات قوية،
وقد أصبحت المقرنصات والأشكال المقرنصة حلية معمارية أو عنصراً في البناء للتحميل
عليها عند الإنتقال من مقاس لمقاس آخر فى البناء، كما هو الحال عند بناء شرفات
المآذن مثلاً أو المشربيات[1] (شكل 49، لوحة43)، وقد أخذت هذه الكلمة في الغالب من الكلمة اليونانية "karnies" والتي استحدث منها كلمة
(corniche and cornice)
ويسمي المقرنص تبعاً لشكله أو مصدره فيوجد المقرنص البلدي، والمقرنص الشامى أو
الحلبي، ومقرنص بسيالة أو بدلالة والمقرنص المثلث[2] (شكل 50).
مقرنصات حاملة لرقبة قبة |
مقرنصات حاملة لشرفات مآذن |
مقرنصات حاملة لشرفات مآذن |
والمعروف أن أقدم مثل
وصل الينا من عنصر المقرنصات يرجع إلى القصر الذى بناه الخليفة العباسي المعتصم
بمدينة سامراء (221ه/826م) وقد عرف بالجوسق الخاقاني، وقد جاءت فيه المقرنصات في
باب العامة الذى يمثل المدخل الرئيس لقصر المعتصم[3]،
ثم ظهرت المقرنصات بعد ذلك عضد باب مدفن جنبادي كابوس في جورجان بإيران
(397ه/1007م)، وبعد ذلك وجد المقرنص في كورنيش مدفن جنبادى على في ابرقوة بإيران
(448ه/1057م) ثم في مئذنة مسجد آنى في أرمينيا (465-466ه/1073م)، وفى مصر وجدت
المقرنصات لأول مرة في كورنيش الجزء السفلي من مئذنة مسجد الجيوشي للوزير الأرمنى
الأصل بدر الجمالى(478ه/1085م) من العصر الفاطمي، ثم وجدت بعد ذلك في نفس العصر في
سور القاهرة بجوار باب الفتوح (480ه/1087م) وبواجهة جامع الأقمر (519ه/1125م)[4] (لوحة44).
هذا وقد وجدت أقدم
أنواع المقرنصات في القباب في مصر بجامع احمد بن طولون، ثم بجامع الحاكم بأمر الله
وجامع الجيوشى ومن قبلهما ما كان موجوداً في ركنى رواق القبلة في الجامع الأزهر،
وفى جميع هذه الأمثلة كانت طريقة تحويل القبة من المربع إلى الدائرة بواسطة
استعمال الطاقة المنفردة في الأركان الأربعة، هذا وكانت المقرنصات موجودة في صفين
السفلي مكون من ثلاث حنايا والعلوى من حنية واحدة، وفى العصر الأيوبي وجدت ثلاث
حطات من المقرنصات[5] كما في قبة الخلفاء العباسيين المشيدة عام (1242-1243م) وفى قبة ضريح السلطان
الصالح نجم الدين أيوب عام (1250م)[6].
أنواع مختلقة للمقرنصات |
[4] ولما كان جامع الجيوشى وسور القاهرة الشمالي من اعمال الوزير بدر
الجمالى وهو أرمنى الأصل فيرجح أن المقرنصات قدمت إلى مصر من أرمينيا. صالح لمعي مصطفى: التراث
المعماري الإسلامي، ص39.
[5] وتوجد المقرنصات فى أركان
القباب وشرفات المآذن وحرمدانات الواجهات والنوافذ والعقود والأعمدة والزوايا
والمداخل وغير ذلك من الأجزاء التي كانت تصلع لقبول هذا العنصر المعمارى والفنى،
ومن ثم فإن المقرنص هو كتلة كروية عبارة عن نصف قبة تتكون من خط هندسي لعقد نصف
دائرى وراءه حشو، وهو بهذا يعبر عن فكرة معمارية إسلامية مبتكرة أساسها تجزئة
الكتلة إلى خطوط هندسية، ويبدو المعمار وكأنه بدء في عمله فيها من أعلى إلى أسفل
وتوقف فجاءة مع عشرات الدلايات في الهواء ولم يهبط إلى الأرض تماماً. للمزيد عن
تفاصيل المقرنصات انظر: عاصم محمد رزق: معجم مصطلحات العمارة، ص297:293. صالح لمعى
مصطفى: التراث المعمارى الإسلامي، ص40:39. توفيق أحمد عبد الجواد: تاريخ العمارة والفنون، ص74-75. الشيماء محمد سعيد أبو الغيط : المقرنصات دراسة تحليلية
تطبيقية، رسالة ماشجيتر غير منشورة، كلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان، 2009.
عبد الله فهد اللبابدة: المقرنصات في العمارة الإسلامية في مصر في العصر المملوكي (دراسة معمارية فنية مقارنة)، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة مؤتة، 2006،
ص24:22.
إرسال تعليق