قبة القاصد[1]
أثر رقم (10)
بقلم (عماد حمدي)
قبة القاصد بشارع الجمالية |
الموقع:-
تقع قبة القاصد بشارع باب النصر جنوب جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي بحي الجمالية.
المنشئ:-
أنشئت
هذه القبة التي كانت جزءا من مدرسة تعرف بإسم المدرسة القاصدية خلال الفترة
الثالثة لحكم السلطان محمد بن قلاوون التي بدأت سنة (709هـ/1309م) وإنتهت سنة
(741هـ/1341م)، وقد أنشئت للشيخ عبد الله الميافارقين المعروف بالقاصد، وقد أشار
المقريزي عند حديثه عن باب النصر القديم إلى أنه قد أدرك قطعة من أحد جانبيه تجاه
ركن المدرسة القاصدية الغربي، بحيث تكون الرحبة التي فيما بين المدرسة القاصدية
وبين بابي جامع الحاكم القبليين خارج القاهرة، وهو ما يعني
أن هذه المدرسة ظلت قائمة حتى أدركها المقريزي في القرن (9هـ/15م)، ثم هدمت وتداعت
مباني قبتها الضريحية وتشعثت فجددها سنة (900هـ/1500م) شخص يسمى على بن حسين في
عهد الناصر محمد بن قايتباي، وقد ذكره علي باشا مبارك في خططه نقلا عن الشعراني في
الطبقات ويغلب على الظن أنه سيدي على الدميري المجذوب.
عمارة القبة الخارجية[2] :-
هو قبر صغير على يسار شارع الداخل إلى حي الجمالية من ناحية باب النصر، ونجد أن
قبته مبنية من الحجر ومغطاة بطبقة من الجص[3]، تتكون
العمارة الخارجية لهذه القبة الضريحية من مربع حجري سفلي له واجهة رئيسية واحدة في
الناحية الشمالية الغربية تطل على شارع باب النصر، في ركنها الغربي مدخل رئيسى عبارة عن حجر غائر يتوجه عقد مدائني بسيط ويكتنفه من أسفل مكسلتان حجريتان
متشابهتان.
يوجد
بين المكسلتان فتحة باب ذات مصراع خشبي واحد يعلوه عتب حجري مستقيم يليه نفيس فوقه
عقد عاتق، يلي ذلك نافذة صغيرة مربعة تغشيها بقايا زخارف جصية ذات أشكال هندسية
متشابكة في أعلاها كتابة نسخية نصها " يا الله يا محمد"، وعلى يسار هذا
المدخل فتحة شباك مستطيل يغشيه من الخارج حجاب خشبي بسيط وتغلق عليه
من الداخل درفتان خشبيتان، ويقوم فوق هذا المربع السفلي مثمن في أركانه أربع مناطق
إنتقال خارجية متدرجة ذات مستويين، فتح المعمار فيه ثمان نوافذ كانت
مغشاة بالجص المعشق بالزجاج الملون.
وتقوم على هذا
المثمن رقبة إسطوانية بها ثمان نوافذ معقودة بعقود مدببة منكسرة يعلوها شريط كتابي
بخط النسخ المملوكي البارز بين شريطين نباتيين نصه " بسم الله الرحمن الرحيم
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة "
وترتكز على هذه الرقبة قبة مضلعة ذات قطاع مدبب يتوجها هلال من المعدن.
عمارة القبة الداخلية [4]:-
أما عمارة القبة الداخلية فتبدأ مما يلي المدخل
الرئيسى بسلم هابط من ثلاث درجات ينتهي إلى ردهة مستطيلة ذات أرضية من بلاطات
حجرية وسقف من عروق خشبية مطبقة بالألواح على يسارها فتحة شباك ذات حجاب خشبي،
ويعلو فتحة الشباك نافذة معقودة بعقد مدبب منكسر.
وتفضي هذه الردهة إلى مساحة مستطيلة ذات أرضية
من بلاطات حجرية وسقف من العروق الخشبية المطبقة بالألواح، يتصدر ضلعها الجنوبي
الشرقي محراب مجوف عبارة عن حنية نصف دائرية ذات عقد دائري تكتنفه من اليمين
والشمال كتيبتان ذواتي واجهتين خشبيتين بسيطتين.
وفي الركن الشمالي من الضلع الشمالي الغربي لهذه
المساحة المستطيلة يوجد مدخل رئيسى للقبة الضريحية، عبارة عن حجر غائر ذو عقد
مدائني بسيط يكتنفه من أسفل مكسلتان حجريتان بينهما فتحة ذات مصراعين خشبيين
حديثين.
ويفضي
هذا المدخل إلى حجرة مربعة ذات أرضية من بلاطات حجرية تتوسطها تركيبة خشبية فوق
تربة سيدي أحمد القاصد المشار إليه على واجهتها الجنوبية كتابات نسخية من ثلاثة
أشرطة بين إطارين نباتيين.
ونص الشريط
العلوي كالآتي " هذا ضريح الفقير إلى الله أحمد من أهل ميارفارقين "
ونصها في الشريط الأوسط " الله كل من عليها فإن"، ونصها في الشريط
السفلي " عمل على بن عمر "، وفي الجدارين الشمالي الغربي والجنوبي
الغربي لهذه الحجرة شباكان مستطيلان يغشي شباك الجدار الشمالي الغربي منهما درفتان
خشبيتان بينما الجنوبي الغربي حجاب خشبيى.
وفي جدار الحجرة
الشمالي الشرقي دخلة كتبية، بينما يتوسط جدارها الجنوبي الشرقي فتحة الباب المؤدية
إليها وتعلوها حشوتان رخاميتان عليهما كتابات نسخية بارزة نصها في الحشوة الأولى
" هذا ضريح أحمد من أهل ميافارقين أوقف عليها ثلاث "، ونصها في الحشوة
الثانية " أن الإمام والمؤذن يلازمان " [5].
وتقوم في
الأركان العلوية لهذه الحجرة الضريحية أربع مناطق إنتقال داخلية مقرنصة تتكون كل
منها من حطتين، تحصر كل منطقتين منها فيما بينهما نافذة معقودة بعقد مدبب منكسر،
يلي ذلك رقبة إسطوانية بها ثمان نوافذ معقودة بعقود مدببة منكسرة أيضا، وترتكز على
هذه الرقبة قبة ملساء غير مزخرفة.
وجدير بالذكر أن أجزاء كثيرة من الكتابات
النسخية الغائرة التي كانت تحيط بجدران هذه القبة من الداخل قد إندثرت ولم يبق
منها سوي كتابات قليلة نصها في الجدار الغربي بعد البسملة وقوله تعالى في آية
الكرسي "الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا ".
ونصها في
الجدار الجنوبي "نوم له ما في السموات وما في " ونصها في الجدار الشرقي
" الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم .... "
ونصها في الجدار الشمالي " ...... لي أحمد ...... وثلاثين وسبعمائة " .
[1] عاصم محمد رزق : أطلس العمارة الإسلامية
والقبطية بالقاهرة ، الجزء الثاني ، آثار دولة المماليك البحرية ، القسم الأول ،
الطبعة الأولى ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، 2003 ، ص674:672.
الطبعة الأولى ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، 2003 ، ص674:672.
[3] Caroline Williams,islamic
monuments in cairo, p.185.
إرسال تعليق