باب النصر[1]
أثر رقم (7)
بقلم (عماد حمدي)
"باب النصر "باب دخول الجيوش المنتصرة |
الموقع:-
يقع باب النصر عند الجهة الشمالية من سور بدر الجمالي بجوار
مسجد الحاكم بالجمالية.
تاريخ الإنشاء:-
قام ببناء هذا الباب العظيم أمير الجيوش بدر
الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الذي تولى الخلافة عام (427هـ/1036م)،
وقد سمي الباب بهذا الإسم نظرا لأن الجيوش الفاطمية المنتصرة في الحرب كان تمر من
ذلك الباب.
وباب النصر هو
الذي عرف شارع باب النصر بإسمه، وهو أحد أبواب القاهرة التي وضعها جوهر القائد،
قال المقريزي: وكان أولا دون موضعه اليوم، قال: وأدركت قطعة من أحد جانبيه كانت
تجاه ركن المدرسة القاصدية الغربي، بحيث تكون الرحبة التي فيما بين المدرسة
القاصدية وبين بابين الحاكم القبليين خارج القاهرة[2].
فلما كان في
أيام المستنصر، وقدم عليه أمير الجيوش بدر الجمالي من عكا، وتقلد وزارته، وعمر سور
القاهرة، نقل باب النصر من حيث وضعه القائد جوهر إلى حيث هو الآن، فصار قريبا من
مصلى العيد[3].
المنشئ[4]:-
أنشأ باب
النصر أبو النجم بدر الجمالي، كان مملوكاً أرمينيا لجمال الدولة بن عمار ولذلك
عُرف بالجمالي، وقد تنقل في الخدمة حتى ولي إمارة دمشق من قبيل الخليفة المستنصر
عام (465هـ/1072م)، ثم تقلد نيابة عكا، ثم إستدعاه المستنصر ليقضي على الفاسدين في
القاهرة والإسكندرية والصعيد.
وظل بدر
الجمالي شديد المهابة، وفي سنة (468هـ/1075م) لبس بدر الجمالي أمير الجيوش خلعة
الوزارة بمصر، وكانت منزلته قبل ذلك أجل من الوزارة ولكن لبسها حتى لا يترتب أحد
في الوزارة فينازعه في الأمر على حد قول إبن تغري بردي.
وإستقامت الأمور
بتدبيره وسكنت الفتن وصار الأمر كله له وليس للخليفة المستنصر سوى الإسم فقط، وقد إعتمد
بدر الجمالي على جنده، وإستطاع التخلص من الأمراء المتمردين، وعظم أمره وقلده
المستنصر وزارة السيف والقلم، وزيد في ألقابه ولُقب بأمير الجيوش كافل قضاة
المسلمين وهادي دعاة المسلمين.
وقد أصبح بدر
الجمالي هو المتحكم في البلاد، وعادت سطوة الخليفة السياسية والدينية إلى الديار
المصرية ومكة، وزادت موارد وخراج البلاد، وقد مكَّنت هذه الموارد بدراً من إقامة
عمائر عظيمة أهمها سور القاهرة، كما عمر مشهد الجيوشي وجامع العطارين.
ومن أعماله
أنه أزال سور مدينة القاهرة الذي أنشأه جوهر الصقلي من اللبن لأنه كان قد تهدم
وزحفت عليه المباني التي بخارج المدينة، فهدمه بدر وأعاد بناءه من اللبن في سنة
(480هـ/1087م) وبني الأبواب من الحجر.
وقد جعل
المدينة تضم مساحة أكبر حيث زاد فيها زيادات فيما بين بابي زويلة الكبير وفيما بين
باب الفتوح الذي عند حارة بهاء الدين وباب الفتوح حاليا، كما زاد عند باب النصر
جميع الرحبة التي كانت تجاه جامع الحاكم إلى باب النصر الحالي.
توفي بدر
الجمالي سنة (487هـ/1094م) وقد تجاوز الثمانين من عمره، مخلفا وراءه أموالاً
كثيرة، وكانت مدة حكمه في مصر إحدى وعشرين سنة.
الوصف المعماري:-
ونجد أن باب النصر محاطا ببرجين مربعين ونجده زيناً بالدروع
إضافة إلى إشارات قديمة ترمز للنصر ولكن تصميمه العام له نفس تصميم باب الفتوح،
ونجد أن النقش على المدخل يعطي إسم بدر الجمالي منشئ السور ويعطي النقش أيضا تاريخ
الإنشاء[5].
وعلى قمة برجي باب النصر الشرقي والغربي توجد بعض الأسماء
الخاصة بقواد حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م، حيث إستخدمت أبواب القاهرة
القديمة كتحصينات لجنود الحملة الفرنسية، والأسماء التي وجدت في هذه النقوش تنسب
إلى قواد الحملة[6]، وكانت الأبراج
مزودة من أعلى بأجزاء مسننة الرأس[7].
ويتكون كل برج من ثلاث مستويات: المستوى الأول مصمت تماماً
ويمتد لأعلى بإرتفاع إثني عشر مدماجا ( يبلغ طول كل حجر في المدماج 0,1م، وعرضه 50م)،
ويتخلله على إرتفاع ثلاثة مداميك رؤوس أعمدة إسطوانية ممتدة داخل الجدار لتدعيمه[8].
كتلة البناء :-
تشكل
كتلة بناء هذا الباب مساحة مستطيلة 20,24 × 63,21م، ويعتمد في تخطيطه على برجين كبيرين مربعين يبرزان خارج السور،
يتوسطها رحبة المدخل، مسقطها من شكل مربع 25,8 م ،
ويتحكم في الدخول والخروج باب خشبي كبير مصفح من مصراعين[9].
الشكل الخارجي والزخارف [10] :-
تبلغ
سعة فتحة البوابة حوالي 5م، يغلق عليها باب خشبي مصفح، ويعلوها عتب مزرر، وهو
المثل الأول من نوعه في تجميع الصنج المعشقة في العمارة الإسلامية في مصر، وكذلك
بالنسبة للعتب في أعلاه، ويعلوهما عقد عاتق من نوع الصنجات المسلوبة أعلاه نص
تأسيسي بالخط الكوفي من ثلاثة سطور:
بسم الله
الرحمن الرحيم
لا إله إلا
الله وحده لا شريك له
محمد رسول
الله على ولي الله
ويكتمل بقية
النص على العتق العاتق من أسفل :
"صلى
الله عليه وعلى الأئمة من ذريتهم أجمعين"
هذا ويزخرف
كتلة المدخل ذاتها إطار بارز من الحجر يستمر على واجهة البرجين من الخارج مرتكزاً
على حليات معمارية من الحج، كما يتقدم المدخل من أعلى وعلى جانبي البرجين سقاطتان
للدفاع بإستخدام المواد الكاوية أو الأحجار الصلبة، إضافة إلى السقاطات الخمس أعلى
فتحة مدخل البوابة.
الباب الخشبي[11]:-
دهليز الدخول
إلى باب النصر متقاطع ومقبب[12]، كما سبق الذكر فإن فتحة البوابة يغلق عليها باب خشبي مصفح،
ويعلوها عتب مزرر، وتؤدي فتحة مدخل البوابة إلى دركاة من الداخل يغطيها قبو كبير
حجري يتوسطه صرة مخوصة، كذلك يغطي قبو شبه متقاطع الدخلة اليمني واليسرى، ويلاحظ
وجود كابولي بارز[13].
ويوجد هذا
الكابولي في الضلع الجنوبي الشرقي من هذه الدركاة، تحته فتحة مدخل صغيرة معقودة،
وكانت تؤدي إلى داخل السور، وتحتفظ بوابة النصر بوجود مرسومين بخط النسخ على يمين
الداخل إليها لتحديد وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى مدينة القاهرة.
ونجد
أن برجي الباب مصمتان إلى ثلثيهما تقريبا ويشغل الثلث العلوي لكل
برج حجرة دفاعية بها فتحات للمهام وتغطيها قبة ضحلة من الحجر، مناطق إنتقالها من
المثلثات الكروية، ويتم الوصول إلى هذا الطابق من خلال سلم خلفي تلتف درجاته على عمود حجري مغطي بقبو صاعد.
يصل
بين الحجرتين الدفاعيتين ممر فوق كتلة فتحة المدخل، بأرضيته فتحات
غائرة لصب المواد الكاوية أو إلقاء مواد صلبة على المقتحمين،
ويبرز من خارج السور على الطابق الثاني المصمت في البرجين زخارف حجرية على هيئة
درع حجري[15].
فتحة صب السوائل المغلية والمواد الكاوية |
يكتنف
هذا الدرع ترسان يتناسقان مع زخرفة أعلى كوشتي عقد فتحة المدخل، ويتوسط كل كوشة
جامة بارزة لشكل ترس مزخرف بدوائر متداخلة يخترقه سيف، ويحصر واجهة المدخل من
الخارج أيضا عقد كبير منفوخ داخل إطار زخرفي.
[1] محمد أحمد عبد اللطيف : آثار مصر الإسلامية ، ص178:177.
[2] علي باشا مبارك : الخطط التوفيقية الجديدة
لمصر والقاهرة،الجزء الثانى، ص195.
[3] علي باشا مبارك: الخطط التوفيقية، الجزء
الثاني، ص195.
[4] مركز تسجيل الآثار الإاسلامية والقبطية: باب النصر، المجلس الأعلى للآثار،
ص9:8.
[7] Richard yeomans, The Art And
Architecture Of Islamic Cairo,first edition
, Garnet Publishing Limited,
London, 2006, P.47 .
[8] مركز تسجيل الآثار الإاسلامية والقبطية: باب
النصر، ص10.
[9] محمد أحمد عبد اللطيف، آثار مصر الاسلامية،
ص177.
[10] محمد أحمد عبد اللطيف، آثار مصر الاسلامية،
ص178،177.
[11] محمد أحمد عبد اللطيف: آثار مصر
الإسلامية،178،177.
[13] محمد أحمد عبد اللطيف: آثار مصر الإسلامية،ص
178:177.
[15] محمد أحمد عبد اللطيف: آثار مصر الإسلامية،ص178:177.
إرسال تعليق