تقسيم المدينة: تم تقسيم الإسكندرية إلى خمسة أحياء
حملت حروف الأبجدية اليونانية الأولى (ألفا، بيتا، جاما، دلتا، ابسلون) والتي تمثل
الحروف الأولى من خمس كلمات يونانية ترجمتها (شيدها الإسكندر الملك ابن الإله)،
وقد سبق القول فقد اعتمد دينوقراطيس على وجود شارعين رئيسيين ، حيث يمتد الشارع
الرئيسي العرضي من الشرق إلى الغرب في وسط المدينة وهو المعروف بشارع كانوب (شارع
فؤاد حاليا) ويحده من الشرق بوابة كانوب ومن الغرب باب سدرة، أما الشارع الطولى
الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب فهو يقابل الآن شارع النبي دانيال وكان يحده من
الشمال وباة القمر ومن الجنوب بوابة الشمس، هذا وتتقاطع شوارع طولية وعرضية فرعية
موازية لهذين الشارعين الرئيسيين مكونة ما يشبه رقعة الشطرنج.
محاولات رسم خريطة للإسكندرية القديمة:
كانت هناك محاولات سم خريطة للإسكندرية القديمة خلال القرن التاسع عشر والعشرين، وطبوغرافية الإسكندرية من خلال خريطة الفلكي عام
1872: إذ حدد محمود الفلكي على خريطته طول
المدينة بـ5090 متراً، أما العرض فكان متغيراً فهو 1150 متراً من ناحية
نيكروبوليس، ونحو 1400 متر ناحية بوابة كانوب، وهو في الداخل نحو 1560 متر تجاه
طريق الهيبتاستاديوم، 2250 متر تجاه رأس لوخياس وأخيراً 1700 متر تقريبا في الجزء
الأكبر من المدينة، وتتفق هذه المقاييس مع ما ذكره استرابون حين قال إن عرض
الإسكندرية هو ما بين 8:7 استاد، بينما فلافيوس جوزيفوس وفيلون يؤكدان أنه عشر
ستاديات، هذا في الوقت الذى يتفقون فيه جميعاً على أن طول الإسكندرية هو 30 استاد.
أما أسوار المدينة فبعضها لا يزال
قائماً حتى الآن، ويمكن رؤية بقايا السور في منطقة الشلالات ولكن هذه الأسوار إنما
ترجع إلى العصر العربي حين أقامها أحمد بن طولون في القرن الثالث الهجري، أما
أسوار الإسكندرية القديمة فقد اكتشفت أثناء القيام بالحفر وراء رأس لوخياس
(السلسلة) حيث اكتشفت على مستوى سطح البحر تقريبا أساسات يبلغ عرضها خمسة أمتار
مبنية بأحجار صغيرة وبلاط مكون من الجير وقطع الطوب الصغيرة وكانت تحتل مساحة 300
متر على المساحة من أ إلى ب على الخريطة، أما بقايا نفس السور فقد وجدت على عمق
ثلاثة أو أربعة أمتار تحت الأطلال، ممتدة مسافة 2000 متر تقريبا أي من ب إلى ج على
الخريطة وعند نقطة ج تبدأ الأرض في الانخفاض، ولا تكاد ترتفع خمسة أمتار فوق سطح
ىالبحر بحيث أدى ذلك إلى إعاقة عملية الحفر من ج إلى د في مساحة قدرها 700 متراً،
وقد تتبع الفلكي السور في أماكن أخرى جنوب المدينة واكتشفت جزءاً منه في المناطق
هـ و ز ح ط، هذه البقايا عبارة عن كتل كبيرة من البناء يبلغ عرضها خمسة أمتار
وتتكون من أحجار سميكة إلى حد ما، ويختلف ملاطها عن ملاط الجزء المكتشف عن رأس
لوخياس.
إرسال تعليق