507575571559024578975075775024306753790756754506735719003007773507540230757057202507579075705795075730757636076770670676697076768076720206706706360790343707607570674938697202349307676

مدرسة وخانقاة الظاهر برقوق


مدرسة وخانقاة الظاهر برقوق بشارع المعز لدين الله الفاطمي

موقع الأثر: منطقة النحاسين بشارع المعز لدين الله الفاطمي البحرى بالجمالية
رقم التسجيل: 187
تاريخ الأثر: 
786-788هـ/1384-1386م





























أنشأ الظاهر برقوق هذه المجموعة والتي تضم مدرسة وخانقاة وضريحاً بشارع المعز لدين الله، ويعتبر هذا البناء من الأمثلة الفريدة لمبنى يجمع في كتلة واحدة الثلاث عناصر السابق ذكرها، إلا أنه يوجد فصل بين كتلة المدرسة وما بها من مساكن للدارسين والكتلة السكنية لخلوات الفقراء (المتصوفة) عن طريق دهليز غير مسقوف.

الموقع:

وتقع هذه المجموعة بشارع المعز لدين الله عن يسار الذاهب إلى باب الفتوح، وقد كان موضعها خان يعرف باسم خان الزكاة، وقد بنيت على جزء من أرض القصر الغربي الصغير الفاطمي بجوار مدرسة الناصر محمد بن قلاوون.

موقع مدرسة وخانقاة الظاهر برقوق

مهندس البناء:

هو معلم المعلمين شهاب الدين أحمد بن الطولونى المهندس وهو من اسرة مهندسين حيث كان أبيه قد بلغ إعجاب السلطان برقوق به بأن صاهره في ابنته، والمباشر على البناء هو الأمير جهركس  الخليلي آميراخور.
  

العمارة الخارجية:

تشغل هذه المجموعة مساحة من الأرض غير منتظمة الأضلاع وتبلغ مساحتها (80م) طولاً و (50م) عرضاً، وتتكون العمارة الخارجية لهذه المدرسة من ثلاث واجهات حجرية أولاها رئيسية في الناحية الجنوبية الشرقية تطل على شارع المعز لدين الله تتوجها شرافات حجرية على هيئة الورقة النباتية الثلاثية بها المئذنة والقبة والمدخل الرئيسي، ويبلغ طول هذه الواجهة (50م) ويمكن تقسيمها إلى قسمين، القسم الأول ويشمل جدار رواق القبلة والضريح، أما القسم الثاني فيشمل المدخل الرئيسي.

مسقط أفقى للمجموعة

الواجهة الرئيسية:

تتكون الواجهة الرئيسية – وهي الواجهة الجنوبية الشرقية -  من جزئين أحدهما طوله 40 متراً والأخر طوله 10 متراً، ويبرز الأول بمقدار 2.30م، والجزء الأول من الواجهة يضم واجهة إيوان الخانقاة الجنوبي الشرقي والضريح أما الجزء الثاني من الواجهة فيضم حنية المدخل الرئيسي، وبدراسة التعبير الخارجي للخانقاة يتبين أن الواجهة الجنوبية الشرقية أي واجهة القبلة تبدأ من الطرف الجنوبى لكلتة المدخل البارز عن سمت الواجهة يليها واجهة إيوان القبلة، ويحتوى جدار القبلة على أربعة حنايا مستطيلة يتوسطهما بروز جدار المحراب، وتحتوى كل حنية على نافذتين السفلي مستطيلة ويعلوها عتب فوقه عقد عاتق مكون من صنجات معشقة بالرخام مملوءة بمصبعات حديدية، تعلوها نافذتان ذواتى عقدين مدببين غشيت كل منهما بحجاب خشبي من العناصر الهندسية ، أما جدار الضريح فيضم حنيتين مستطيلتين يكتنفان بروز المحراب ويرتفعان إلى أعلى جدار الواجهة ويتوجهما أربعة صفوف من الدلايات وتضم كل حنية نافذتين سفلية وعلوية على غرار نوافذ جدار إيوان القبلة.

ويعلو الواجهة شريط كتابي بالخط الثلث المملوكي نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة والخانقاة مولانا السلطان الملك الظاهر سيف الدنيا والدين أبو سعيد برقوق سلطان الإسلام والمسلمين نصرة الغزاة والمجاهدين حامى حوزة الدين ذخر الأيتام والمساكين كنز الطالبين صاحب الديار المصرية والبلاد الشامية عز نصره وذلك في مباشرة العبد الفقير إلى الله تعالي المقر السيفي الجركسي الخليلي أميراخور الملك الظاهر أبوسعيد برقوق أدام الله أيامه بمحمد وآله يا رب العالمين وكان الفراغ في مستهل ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.
الواجهة الرئيسية الجنوبية الشرقية

نوافذ ذات عقود مدببة بالواجهة

المدخل الرئيسي:

وهو مدخل جانبي وتبلغ سعة حنيته 3.80م وعمقها 2.20م، والمدخل عبارة عن حجر غائر يغطيه عقد مدائني ذو صدر مقرنص بمقرنصات من خمس حطات، يتقدمه سلم ذو مطلعين ينتهيان إلى بسطة مستطيلة ذات أرضية رخامية تحيط بها دورة ذات شقق رخامية تعلوها بابات، وبصدر هذا المدخل قمرية دائرية ذات حجاب معدني يزينه طبق نجمي، ويكتنف المدخل مكسلتان طويلتان يعلوهما طراز كتابي بأحرف نسخية على أرضية مزهرة من قوله تعالي "بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم والآخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين".

ويتوسط حنية المدخل باب مستطيل يبلغ ارتفاعه (4.15م) وسعته (2.25م) يعلو عتب فوقه عقد عاتق مكون من صنجات معشقة من الرخام، ويعلو العقد نافذة مستديرة مملوءة بزخارف نباتية من النحاس المفرغ ويحيط النافذة طاقية مكونة من عقد منكسر مفصص، وقد ركب على الباب مصراعان مغشيان بالنحاس المفرغ بنقوش دقيقة ومكفت بالفضة، وقد كتب عليه اسم المنشئ والقابه وتاريخ مستهل ربيع الأول سنة (788هـ/1386م) وهما أقرب المصاريع شبهاً بمصراعي السلطان حسن بجامع المؤيد، كلاهما من أنفس المصاريع النحاسية.

المدخل الرئيسي
زخرفة الطبق النجمي على مصراع باب الدخول

الدركاة:

وهى دركاة مربعة يبلغ طول كل ضلع من أضلاعها 3.50م أرضيتها مزدانة بدوائر الرخام الملون ودالات مثلثات، وبصدر الدركاة حنية اتساع فتحتها 2.60م وعمقها 1.50م بداخلها مسطبة كبرى مساحة قاعدتها 2.60×1.50، قد فرشت أرضيتها بدوائر من الرخام المون وسقفها مغطى بقبة صغيرة مثمنة الأضلاع من الحجر الأحمر المتبادل مع الأبيض ومحمولة بمقرنصات ركنية، وبالجهة الجنوبية للدركاة حنية بجلسة حجرية عقدها مدبب اتساع فتحتها 2.20م وعمقها 0.60م، يحيط برأس العقد شريط حجرى مجدول، وبالجهة الشمالية للدركاة حنية مدخل اتساعها 2.20م وعمقها 0.60م، يتوجها عقد مدائنى مقرنص بثلاث حطات من المقرنصات المقعرة ذات فتحة باب معقودة بعقد مدبب، يغلق عليها مصراع خشبي تزينه زخارف هندسية من الأطباق النجمية عليه رنك كتابي للمنشئ نصه "عز لمولانا السلطان المالك الملك الظاهر برقوق عز نصره".

دركاة المدخل
سقف الدركاة

الدهليز:

يفضى الباب الموجود بالضلع الشمالي الشرقي للدركاة إلى دهليز مستطيل بعضه مكشوف سماوى، والبعض الاخر مفطى بقبو، وهو دهليز طويل منكسر يبلغ طوله (19.5م) وعرضه (2.5م) يغطي بعضه أقباء متقاطعة والبعض الآخر مكشوف وأرضيته مفروشة بالرخام الملون وبه ملقفين هوائيين، ويشغل الضلع الجنوبي للدهليز أربع فتحات متجاورة، الفتحة الأولى باب الدركاة المؤدي إلى الدهليز ثم فتحة حنية كبيرة معقودة يبلغ سعتها (3.80م) يغطيها قبو مدبب من الحجر كانت تستعمل مزيرة، أما الفتحة الثالثة فيعلوها عقد دائري تؤدى إلى خلوة مساحتها (2.90×2.70م) وارتفاعها ثلاثة أمتار ذات سقف مقبى، وتفضى الفتحة الرابعة وهي معقودة كذلك إلى سلم يؤدى إلى سكون علوى خاص بشيخ المدرسة والخانقاة، وينتهي الدهليز في جهته الغربية بردهة مربعة تقريباً تبلغ مساحتها (4.90م×4.25م) مغطاة بأقباء متقاطعة، يشغل ضلعها الجنوبي باب يؤدى إلى خلوة في دور أرضى، ويشغل ضلعها الشمالي باب يؤدى إلى صحن المدرسة.

المدخل المؤدي للدهليز

الدهليز


وصف المدرسة:

وتخطيط المدرسة على نظام التخطيط المتقاطع المتعامد ويتكون من صحن أوسط محاط من جهاته الأربعة بإيوانات أكبرها إيوان القبل، وقد خصص كل إيوان لدراسة مذهب من المذاهب الفقهية، فنجد أن أكبر إيوانات المدرسة وهو إيوان القبلة وتبلغ مساحته 170م2 قد خصص لدراسة المذهب الحنفى، والإيوان الشمالي الغربي ومساحته 75م2، فيدرس به المذهب الشافعي، أما الإيوانان الجنوبي الغربي والشمالى الشرقي ومساحة كلا منهما 40م2، فقد خصصا لدراسة المذهب الحنبلى والمالكى على التوالي، وتشرف الإيوانات على الصحن بعقد مدبب.

كما تفتح في الصحن ستة أبواب مستطيلة يعلوها أعتاب مكون من صنجات من الحجر والرخام، ويتقدم أربعة من هذه الأبواب التي توجد في الضلعين الشمالي والجنوبي للصحن جلسات حجرية، كما يكتنفها شريط من الكتابة النسخية البارزة نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم ادخلوها بسرم آمنين ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين"، ويؤدى الباب الجنوبي الغربي في الضلع الجنوبي للصحن إلى قاعتين متجاورتين لأستاذين من أساتذة الفقه، كما جاء في حجة الوقف، أما الباب الثاني بهذا الضلع فيؤدى إلى دهليز المدخل السابق الإشارة اليه، أما أبواب الضلع الشمالي للصحن فيفضى الشرقي منهما إلى ضريح أعده المنشئ لنفسه وقاعة الحراس ومكتبة المدرسة، أما الباب الثاني فيفضى إلى قاعة لأحد أساتذة الفقه بالمدرسة، يتقدمها سلم يوصل إلى سكن علوى، أما البابان الموجودان بالضلع الغربي للصحن فيؤديان إلى مساكن الصوفية عن طريق ممر طويل مقبى من الحجر ويعلو أعتاب الأبواب الستة التي تحيط بصحن المدرسة نافذة صغيرة مملوءة بنحاس مفرغ وعلى محور هذه النافذة توجد ثلاثة نوافذ مستطيلة.

أرضية الصحن مزدانة بزخارف هندسية قوامها دوائر ومستطيلات ومعينات، ويتوسط الصحن فسقية ماء قاعدتها رخامية مثمنة، أحيطت بها ثمانية أعمدة مثمنة بقواعد وتيجان بصلية الشكل، ويحيط بها من الخارج شريط كتابي بخط النسخ المملوكي البارز نصه بعد البسملة "أمر بإنشاء هذه القبة المباركة من فضل الله تعالي سيدنا ومولانا الخديو الأعظم عباس حلمى الثاني أدام الله أيامه سنة الف وثلاثمائة وعشرة هجرية"، كما يحيط بها من الداخل طراز كتابي آخر نصه من قوله تعالي "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم للصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون"، كما يوجد شريط كتابي برقبة القبة يحتوى على آية الكرسي وتاريخ إنشاء المدرسة سنة (788هـ).

صحن المدرسة
الفسقية

الفسقية من الداخل

إيوان القبلة:

ويشغل الضلع الشرقي للصحن إيوان القبلة ويتكون من مستطيل تبلغ مساحته (17.60×14.70م) يقسمه صفان من البوائك إلى ثلاثة أروقة عمودية على جدار القبلة الأوسط أوسعها وتتكون كل بائكة من عمودين من حجر الصوان يحملان ثلاثة عقود مدببة سعة كل منها (4.20م)، ويعتبر سقف هذا الإيوان من أبدع السقوف في عمارة مصر الإسلامية حيث قسمه المعمار إلى ثلاثة أقسام أكبرها أوسعها وتتوسطه وردة ذات فصوص مذهبة تحيط بها في الأركان أربع وريدات صغيرة متشابهة، وأسفل سقف هذا القسم إزار خشبي عليه كتابات نسخية مذهبة على أرضية زرقاء نصها بعد البسملة "إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" إلى قوله عز وجل "ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزاً حكيماً صدق الله، وقد زين باقى سقف هذا القسم بزخارف نباتية وهندسية بالللونين الذهبي والأزرق، أما الجزئين الجانبيين فقد عملا على هيئة حقاق مقعرة ذات دلايات عليها زخارف نباتية وهندسية باللألوان الأزرق والبني والذهبي، وقد كسيت جدران الإيوان بوزرات من الرخام إلى ارتفاع عقد المحراب، وقد فرشت أرضية إيوان القبلة بالرخام، القسم الأمامى منه على هيئة محاريب مقتبسة من مثيلتها في خانقاة بيبرس الجاشنكير، وكلاهما مقتبس من فكرة الحصر الفاطمية ذات المحاريب التي انتشرت فيما بعد في السجاد، ويتصدر الإيوان محراب مجوف سعته (1.3م) وعمقه متراً يعلوه طاقية ذات عقد مدبب، وقد زخرفت حنية المحراب برسوم هندسية متعددة الأشكال والألوان والكتابات، وقد لبس الرخام الأسود في هذا المحراب على شكل شرفات في أرضية بيضاء بها فصوص صدفية وفيروزية وحمراء، والمنبر تسوده البساطة، ومنشئه الملك الظاهر أبوسعيد جقمق، واسمه منقوش عليه بما نصه: "أنشأ هذا المنبر المبارك السلطان المالك الملك الظاهر محمد أبوسعيد جقمق عز نصره"، وبطرف هذا الإيوان دكة المبلغ من الرخام، كما يوجد به كرسي مصحف طعمت جوانبه بحشوات من السن ملبسة في الخشب.
إيوان القبلة
زخارف سقف الإيوان


المنبر والمحراب
دكة المبلغ

الإيوان الشمالي الغربي:

أما الضلع الغربي من الصحن فيشغله الإيوان الغربي المقابل لإيوان القبلة ويتكون من مستطيل تبلغ مساحته (9.10×7.75م) يتقدمه عقد كبير مدبب، ويتوسط صدر الإيوان فتحة مستطيلة تبلغ سعتها مترين يعلوها عتب فوقه نافذة قنديلية الشكل مكونة من فتحتين بينهما دائرة، ملئت جميعها بالجص المعشق بالزجاج الملون، وكانت هذه الفتحة توصل إلى خلاوى الصوفية، ولكنها سدت الآن بالبناء، والإيوان مغطي بقبو مدبب من الحجر يزخرفه أشرطة عرضية باللونين الأحمر والأبيض على أسلوب الأبلق.

الإيوان الشمالي الغربي
الإيوان الشمالي الشرقي:

وهو إيوان ذات شكل مستطيل يبلغ طوله (7.80م) وعرضه (5م)، هذا وقد فرشت أرضيته ببلاطات من الحجر الجيري ويتقدم الجهة الجنوبية للإيوان عقد كبير مدبب اتساع فتحته بطول الإيوان بخارجه شريط حجرى مجدول، وسقف الإيوان مغطي بقبو حجرى مدبب.

الإيوان الشمالي الشرقي
الإيوان الجنوبي:

وهو إيوان ذات شكل مستطيل يبلغ طوله (7.85م) وعرضه (5م)، هذا وقد فرشت أرضيته ببلاطات من الحجر الجيري ويتقدم الجهة الشمالية للإيوان عقد كبير مدبب اتساع فتحته بطول الإيوان بخارجه شريط حجرى مجدول، وسقف الإيوان مغطي بقبو حجرى مدبب.

الإيوان الجنوبي
خلاوى الصوفية:

وتقع خلف الإيوان الغربي أربع مجموعات من خلاوى الصوفية بنيت متوازية لبعضها البعض وتتكون كل مجموعة من أربع طوابق وقد ذكرت في حجة الوقف باسم (الرباع)، ويبلغ عدد خلاوى المجموعة الأولى والثانية (64)خلوة والثالثة (36)خلوة والرابعة (24)خلوة، ويتبع هذه المجموعات السكنية مجموعات أخرى من المباني تقوم بخدمة سكان الخلاوى من المتصوفة ثم المطبخ ودورة المياة وحظيرة الدواب وما اليها. 

الضريح:

يتوصل اليه من فتحة باب بالجانب الشمالي الشرقي لصحن الخانقاة والذى يفضى إلى قاعة حراس القبة ومكتبتها ومدخراتها، والرواق العلوى الخاص بالمنشئ والذى يتكون من غرفتين متجاورتين ودهليز صغير، ويتكون الضريح من مربع طول ضلعه (10.5م) فرشت أرضيته برخام ملون، ويتوسط الضلع الشرقي منه محراب مجوف اتساعه (1.6م) وعمقه (1.1م) وتعلوه طاقية ذات عقد مدبب تحيط بها شريط من الكتابة القرآنية من سورة (يس)، ويكتنف المحراب فتحتا شباكين اتساع كل منهما (1.80م) يعلو كل منهما قبو حجري مدبب ويغش باطنه أشرطة أفقية رخامية متوازية، ويعلو عقود المحراب والشباكين ثلاث قمريات الوسطى مستديرة وكل من الجانبيتين مستطيلتين ذات عقد مدبب ملئت بزخارف جصية وزجاجية ملونة.

ويتقدم الضلع الغربي للضريح عقد مدبب تبلغ سعته (3.6م) يغطي الجزء العلوى منه سياج من الخشب الخرط تعلوه لوحة تأسيسية نصها: "أمر بإنشاء هذه القبة المباركة من فضل الله تعالي مولانا الملك الظاهر سيف الدنيا والدين أبوسعيد برقوق عز نصره وذلك بتاريخ مستهل ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وسبعمائة"، ويعلو اللوحة نافذة قنديلية ملئت بزخارف جصية معشقة بالزجاج المتعدد الألوان، وبالضلع الشمالي للضريح باب يؤدى إلى مكتبة المدرسة يعلوها حاصل بمساحة المكتبة مخصص لإيداع المدخرات والأشياء النفيسة، وبالضلع الجنوبي للضريح توجد نافذة مستطيلة تطل على إيوان القبلة.

ويعلو جدران الضريح وزرة من الرخام ترتفع إلى رأس عقد المحراب بها زخارف هندسية قوامها دوائر ومستطيلات وأشرطة رفيعة يتوجها إفريز خشبي مذهب بحافته شرفات مزخرفة نقش عليها بالخط النسخي ما نصه " بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذى إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا، أمر بإنشاء هذه القبة المباركة والمدفن المبارك والمدرسة المباركة، والخانقاة مولانا السلطان الملك المرابط الظاهر سيف الدنيا والدين أبوسعيد برقوق العالم العادل المرابط المؤيدي الغازى الحاكم بأمر الله والتالي لكتاب الله سلطان الإسلام والمسلمين نصرة الغزاة والمجاهدين حامى حوزة الدين ذخر الأيتام المساكين صاحب الصدقات والمعروف المغيث لكل مظلوم أدام الله أيامه وأعز أحكامه وختم بالصالحات أعماله يا رب العالمين وكان الفراغ في مستهل ربيع الأولى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، ويتوسط الضريح تركيبة مربعة من الرخام تنتهي بأربعة رؤوس رومانية الشكل، ويشغل منطقة انتقال قبة الضريح سبعة صفوف من الدلايات الخشبية المذهبة تقوم فوقها قبة ذات قطاع مدبب مجددة (سنة 1331هـ/1892م) على طرازها القديم.

الضريح
سقف الضريح
المئذنة:
تقع المئذنة في الركن الشمالي الشرقي  للواجهة الرئيسية ويبلغ ارتفاعها عن مستوى أرضية الشارع (30م)، وهي مئذنة عظيمة مكونة من ثلاث دورات امتازت بتلبيس الرخام في بدن دروتها الثانية، يتكون الطابق الأول من مثمن يقوم على قاعدة مربعة، ويشغل كل ضلع من أضلاع المثمن حنية أربعة منها صماء وأربعة تحتوى على نافذة مستطيلة محمولة على مسند "كابولى" حجر مقرنص، ويعلو الحنيات جميعها عقد منكسر مفصص يكتفه عمودان صغيران، كما أن الطابق الثاني مثمن ويتميز - كما ذكرنا- بتلبيس الرخام بالحجر ويتقدمه شرفة كبيرة مكونة من شقق حجرية ذات رؤوس رومانية بداخلها زخارف مفرغة ومحمولة بكابولى ومقرنص مدرج، أما الطابق الثالث فيتكون من جوسق من ثمان أعمدة يفصل بينها وبين الطابق الثاني شرفة مماثلة لشرفة الطابق الأول، ويتوج المئذنة خوذة كمثرية الشكل تنتهي بهلال من النحاس.
المئذنة






تعليقات
تعليق واحد

إرسال تعليق