507575571559024578975075775024306753790756754506735719003007773507540230757057202507579075705795075730757636076770670676697076768076720206706706360790343707607570674938697202349307676

مدرسة قاني باي الرماح "مدرسة ال200 جنيه"


مدرسة ومسجد قاني باي قرا الرماح (908هـ/1503م) اثر رقم 136

مدرسة قاني باى الرماح على روقة ال 200 جنيه

الموقع:

      أمر بإنشاء هذا المسجد الأمير الأمير قاني باي قرا في الحد الشمالي لميدان الرميلة، وهو مبنى على شرف عال.
موقع مدرسة ومسجد قاني باي الرماح بميدان القلعة

العمارة الخارجية:

      تتكون العمارة الخارجية لهذه المدرسة من واجهتين حجريتين أولاهما رئيسية في الناحية الجنوبية الغربية، وثانيتهما فرعية تطل على حارة درب اللبانة ليس فيها من الشبابيك سوى القندليات العلوية وتنتهي بصف من الشرافات المشابهة، هذا وقد شيدت جميع أجزاء المسجد والقبة من الداخل والخارج بالحجر الجيري النحيت والمصقول في صفوف من المداميك المنتظمة المشهرة المتبادلة أي باللونين الأبيض والأحمر، ويعتبر المسجد من المساجد المعلقة، فهو قائم على عقود مصلبة، تحملها أكتاف حجرية مربعة تكون حجرات واستطراقات أسفل المسجد، لها وجهة أسفل الإيوان الغربي وللحجرات مزغلة وشباك بالوجهة القبلية.
مسقط أفقى لمدرسة ومسجد قاني باى الرماح

الواجهة الرئيسية:

      وتقع الواجهة الرئيسية في الناحية الجنوبية الغربية، ويبلغ طولها 60.41م وارتفاعها 18م، وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام، قسم في طرفها الشرقي يضم واجهة القبة والحجرة الملاصقة لها، وقسم أوسط به مدخل المدرسة والمئذنة، والقسم الثالث يشمل واجهة السبيل يعلوه كتاب، هذا وقد بنيت هذه الواجهة من الحجر المشهر باللونين الأبيض والأحمر، ويتوجها من أعلى شرافات حجرية على هيئة الورقة النباتية الخماسية، وتحتوى هذه الواجهة على صفين من الشبابيك أحدهما سفلي عبارة عن فتحات مستطيلة ذات درف خشبية من الداخل ومصبعات معدنية من الخارج فوق كل منها عتب مستقيم من صنجات حجرية معشقة، يليه نفيس فوقه عقد عاتق من صنجات معشقة أيضاً، والآخر علوى عبارة عن قندليات بسيطة معقودة بعقود نصف دائرية تتكون كل منها من فتحتين سفليتين معقودتين بعقدين نصف دائريين تعلوهما قمرية دائرية.
الواجهة الرئيسية

تفاصيل حنايا الواجهة
السبيل الملحق بالمدرسة

المدخل الرئيسي:

      يقع مدخل المدرسة في الواجهة الجنوبية الغربية في دخلة على جانبيها مسطبتان تعلوهما عضادتان شغلتا بنص كتابي نصه "أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة من فضل الله تعالي المقر الأشرف الكريم العالي المولوى السيفي قاني باي أميرآخور كبير أعزه الله تعالي"، ويبرز هذا المدخل قليلا عن سمت الجزء الجنوبي من الواجهة، يحيط به مستطيل من الزخارف البارزة، ويصعد اليه من خلال منحدر صخرى ينتهي إلى درج حجرى يفضى إلى الداخل، ويتوج الدخلة عقد مدائنى ويتوسطها باب الدخول يعلوه عتب ونفيس وعقد عاتق من صنجات مزررة مركبة تداخلت معها الأوراق النباتية الثلاثية، وبالصدر دخلة على جانبيها عمودين مثمنين من الرخام ويتوجها حطتين من المقرنصات ويتوسطهما شباك يشرف على الدركاة ويحدد الهيئة الكلية للمدخل جفت لاعب ذو ميمات مستديرة.
المدخل الرئيسي


الدركاة:

      تتكون الدركاة التي تلى المدخل من مساحة مربعة بصدرها مسطبة ذات أرضية مرتفعة، وعن يمين الدراكة باب معقود يؤدى إلى دهليز منكسر ببدايته عن اليسار باب بداخله سلم الصعود إلى أعلى وقبل نهايته عن اليسار دخلة المزملة يجاروها باب معقود بعقد مدبب يؤدى إلى حجرة صغيرة وبنهايتها باب معقود مدبب يفضى إلى الدورقاعة، ويسقف الدركاة سقف خشبي ذو براطيم يرتكز على إزار مقرنص زتحصر بينها مربعات ذات زخارف ملونة.

الدهليز:

      وتفضى هذه الدركاة عبر باب مقنطر على يمينها إلى ممر مكنسر ذو أرضية من بلاطات حجرية وجدران من الحجر الفص النحيت، وسقف يتكون من جزئين غطي أولهما بأقبية حجرية متقاطعة في بعضه، ويأقبية نصف دائرية في بعضه الآخر، بينما بقى الجوزء الثاني مكشوفاً بغير سقف، وفى الجهة الشمالية من هذا الممر توجد حجرة مربعة لها باب مقنطر يغلق عليه مصراع خشبي واحد، فرشت أرضيتها ببلاطات حجرية وغطيت بسقف خشبي حديث، وفى نهاية الممر المنكسر المشار اليه فتحة باب ذات مصراعين خشبيين يفضى إلى صحن المسجد.

الصحن:

       وتتكون المدرسة من دورقاعة وسطة مكشوفة، كانت في الأصل مغطاة ولها مثمن يتعامد عليها إيوانان وسدلتان، تفتح عليه أربعة أبواب يتكون كل منها من مصراعين خشبيين خاليين من الزخارف، يفضى الجنوبي منها إلى حجرة تتقدم القبة، ويفضى الغربي إلى دهليز بينما يفضى الشمالي الشرقي إلى انقاض حواصل واصطبل أسفل المدرسة، وفوق كل باب من هذه الأبواب نافذة ذات حجاب من المصبعات المعدنية يغطيها عقد منكسر تزينه زخارف نباتية وهندسية بارزة، ويحدق بالإيوانات من الناحيتين الشمالية والجنوبية أربعة أبواب تعلوها كتابات بارزة بخط الثلث نصها بدءاً من الباب الأول بالجدار الشمالي "أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة المقر الأشرف الكريم العالي المولوى / السيفي قاني باي أمير آخور / كبير الملكى الأشرفي أعز الله أنصاره.

الإيوان الجنوبي الشرقي:

      يتكون إيوان القبلة من مساحة مستطيلة تشرف على الدورقاعة بعقد مدبب شغلت كوشتاه بزخارف نباتية متشابكة، وقد قسم الإيوان من الداخل إلى مساحة وسطى ودخلتين جانبيتين تشرفان على المساحة الوسطى من خلال عقدين مدببين، وبجدران الإيوان صفان من الشبابيك أحدهما سفلي مغشي بمصبعات معدنية من الخارج ودرف خشبية من الداخل، فوق كل منها عتب حجرى مستقيم من صنجات معشقة، يليه نفيس فوقه عقد عاتق تزينه زخارف نباتية وهندسية، والآخر علوى عبارة عن نوافذ ذات عقود مدببة مملوءة بأحجبة من الجص المعشق بالزجاج الملون. 

المحراب:

       ويتوسط صدر الإيوان محراب شغل بزخارف متنوعة ما بين الورقة النباتية الثلاثية وشريطين كتابيين قرآنيين، وهذين الشريطين الكتابيين عبارة عن كتابات نسخية بارزة مذهبة على أرضية سوداء في شريطين بخط النسخ البارز المذهب على أرضية زرقاء نصهمها "يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون صدق الله العظيم"، أما طاقيته فشغلت بجفوت لاعبة ذات ميمات مستديرة تمتمد لتشغل عقد الطاقية وعقد الدخلة التي تتقدمه والذى شغلت كوشتاه بزخارف نباتيو متشابكة، أما عقد المحراب فهو مدبب وبه زخارف إشعاعية يحيط به جفت لاعب ينعقد في أعلاه بميمة دائرية كبيرة تزينها زخارف هندسية بارزة، يلي ذلك قندلية مركبة، ويوجد على جانبي المحراب خزانتان حائطيتان بواقع خزانة بكل جانب يعلوها عقد مدبب مسدود شغل جوفه وكوشتاه بزخارف نباتية متشابكة.

المنبر:

      وعلى يمين هذا المحراب منبر خشبي يتكون من قاعدة مستطيلة تعلوها ريشتان مثلثتان ذواتى أطباق نجمية وأجزاء منها، يتقدمه باب مقدم تعلوه حشوة كتابية أمامية نصها " إن الله وملائكته يصلون على النبي" وحشوة كتابية خلفية نصها " يأيها الذين آمنوا صولا عليه وسلموا تسليما"، وتعلوه – فوق بابي الروضة – جلسة للخطيب يتوجها هلال خشبي.

سقف الإيوان:

      وقد غطي سقف الإيوان الجنوبي الشرقي بقبو كروى يكتنفه من الجانبين قبوان آخران، وقد نقشت أركان هذا القبو بنقوش مذهبة ومكتوب على دائره كتابات مذهبة نصها "بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد اللع من آمن بالله واليوم الآخر" إلى قوله تعالى "المهتدين صدق الله العظيم. أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة المقر الأشرف الكريم العالي المولوى السيدي السندى الذخرى العضدي الكريمي الكبيري السيفي قانى باى أميراخور كبير الملكى الأشرفي أعز الله أنصاره بمحمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا".


الإيوان الشمالى الغربي:

      يفتح الإيوان الشمالي الغربي على الصحن بعقد مدبب مخموس، وهو ذو أرضية من بلاطات حجرية، وجدران من الحجر الفص النحيت، في جداره الشمالي الغربي صفان من شبابيك أحدهما سفلي مغشي بمصبعات معدنية من الخارج ودرف خشبية من الداخل، يغطي كلا منها عتب مستقيم من صنجات حجرية معشقة، يليه نفيس فوقه عقد عاتق من صنجات معشقة أيضاً، والآخر علوى معقود بعقود مدببة تغشيه أحجبة من الجص المعشق بالزجاج الملون، أما الجدارين الجنوبي والشمالي للإيوان فإن شبابيكهما السفلية عبارة عن دخلات يعلو كلا منها -  كما هو الحال في النوافذ العلوية – عتب مستقيم من صنجات حجرية معشقة يليه نفيس فوقه عقد عاتق تزينه زخارف نباتية وهندسية بارزة مذهبة على أرضية سوداء، هذا ويسقف الإيوان سقف على هيئة نصف قبو متقاطع.

الإيوانان الجانبيان:

      يلي ذلك سدلتان جانبيتان جدرانهما من الحجر الأبلق، تفتح كل منهما على الصحن بعقد رباعي من الحجر المشهر، زينت كوشتيه بزخارف نباتية مذهبة على أرضية سوداء، وغطيت كل من هاتين السدلتين بقبو حجري نصف دائري.

القبة الضريحية:

     وهذه القبة من النماذج القيمة التي تتجلى فيها عظمة القباب المملوكية فهي بارزة عن وجهة المسجد الشرقية، وبنواصيها عمد حجرية منقوشة، كما نقش سطحها الحجرى بزخارف مورقة جميلة ومكتوب على رقبتها "بسم الله الرحمن الرحيم الله لا إله إلا هو الحى القيوم ...الآية، أمر بإنشاء هذه القبة المباركة المقر الأشرف الكريم العالي السيفي قاني باى أميراخور كبير الملكى الأشرفي".

      وهذه القبة ضريحية ذات جدران من الحجر الفص النحيت تعلوها أربع مناطق انتقال خارجية متدرجة حولت المربع إلى مثمن، وترتكز على هذه المناطق الإنتقالية الخارجية رقبة أسطوانية بها عدة نوافذ للتهوية والإنارة، تقوم عليها قبة زينت من الخارج بزخارف نباتية رائعة، ولهذه القبة مدخل تذكارى عبارة عن حجر غائر ذو عقد ثلاثي تكتنفه من أسفل مكسلتان حجريتان تعلوهما كتابة نسخية بارزة نصها "بسم الله الرحمن الرحيم أدخلوها بسلام آمنين"، وينوج دخلة المدخل حطات من المقرنصات ويحدد الهيئة الكلية للمدخل جفت لاعب ذو ميمات مستديرة، ويتوسط الدخلة باب الدخول يعلوه عتب ونفيس وعقد عاتق من صنجات مزررة، يلي ذلك منطقة مستطيلة تنتهي من جانبيها بهيئة مفصصة شغلت بنص كتابي نصه "اللهم إنا نسألك العفو والعافية الدائمة في الدارين"، ويفضى هذا الباب إلى حجرة مربعة غشيت أسافل جدرانها بورزة رخامية، وفتحت فيها نوافذ ذات درف خشبية من الداخل ومصبعات معدنية من الخارج، كما فتحت في رقبة قبتها عدة نوافذ للتهوية والإضاءة، ويوجد بأرضية المربع عن يمين ويسار المحراب تركيبتان رخاميتان من مستويين بأركانهما العلوية بابات.

      ويعلو مربع القبة شريط كتابي بخط النسخ المملوكي البارز نصه بدءاً من الجدار الشرقي بعد البسملة من قوله تعالي "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا" إلى قوله تعالي في الجدار الشمالي "وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين صدق الله العظيم، أمر بإنشاء هذه القبة المباركة المقر الأشرف الكريم العالي المولوى الأميري الكبيري السندي السيدي الذخرى العضدي الماكلى المخدومي قانى باى أيرآخور كبير الملكى الأشرفي بتاريخ مستهل شعبان المكرم عام ثمان وتسعمائة"، اما قطبها ففيه كتابة مكررة نصها "قل كل يعمل على شاكلته".
القبة الضريحية
زخارف القبة

محراب الضريح:

      ويتصدر هذه القبة محراب مجوف يحيط به جف لاعب ذو ميمات دائرية مذهبة تغشي أسفله وزرة رخامية نقشت طاقيته بزخارف إشعاعية تعلوه كتابة نسخية نصها " بسم الله الرحمن الرحيم قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها وباقى الآية فوق باب الضريح من الداخل حتى قوله عز من قائل فول وجهك شطر المسجد الحرام".

المئذنة:

     أما المئذنة فهي ترتفع فوق قاعدتها 24.70م، وتتكون من بدنين يعلو أحدهما الآخر يفصل بينهما حطات من المقرنصات تحمل شرفة حجرية بداربزين بزخارف مفرغة بأركانها قوائم ذات بابات، وبكل ضلع من البدنين دخلات معقودة ترتكز على عمودين مدمجين تتوسطهما نافذة صغيرة مستطيلة، وتمتد الشرفة الثانية للمئذنة حول جوسقين كل منهما عبارة عن بدن مستطيل ممتد بكل ضلع من أضلاعه دخلة معقودة، ويعلو الجوسق قبة بصلية الشكل مملوكية يعلوها قائم ذو انتفاخات كروية يتوجها هلال.

      بقيت منارة هذا المسجد إلى أن هدمت حوالى سنة (1870م) لخلل طرأ عليها، وفى هذا الوقت طرأ تغيير كبير على المسجد، فأنشئت بوجهته دكاكين شوهت جماله، ومنذ ذلك الوقت عنيت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح المسجد، فأزالت الدكاكين من أمام الواجهة وأصلحتها في سنة (1333ه/1914م) كما أزالت السقف الحادث الذى كان يغطي الصحن وأزالت البياض الذى كان يحجب الزخارف الملونة والمذهبة، وأعادت بناء الإيوان الغربي، واصلحت قاعدة المنارة وذلك في سنة (1335ه/1916م) وكذلك قامت بتقوية المباني الحاملة للمسجد بالدور الأرضى.


المئذنة

مدرسة قاني باي الرماح والعملة المصرية:-

       عندما قامت الحكومة المصرية بإصدار العملة من الفئة 200 جنيه فى عام 2007، لم يجد الدولة أروع مثالا للترويج السياحي للمناطق الأثرية بمصر خير من مدرسة ومسجد قاني باى الرماح التى تعد وبحق من أروع ما تركت لنا الحضارة الإسلامية بمصر.







تعليقات
لايوجد تعليق