الفسيفساء فى العصر الاسلامى
يعتبر العصر الأموى بحق هو عصر انطلاق الفسيفساء الأسلامية و يبدوا ذلك واضحا فى فسيفساء قبة الصخرة التى ما زالت محتفظة بفسيقسائها الداخلية و التى يعود تاريخها الى فترة التأسيس و بناء القبة بأمر الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان التى نفذت بأستخدام قطع زجاجية ملونة ذهبية تميل فى شكلها الى المربعات الصغيرة و قد أختار الفنان ثلاث ألوان رئيسية لتنفيذ تلك الفسيفساء الأخضر و الأزرق و الذهبى و ألوان اخرى ثانوية و قد أستطاع ان يجسد روح العقيدة الأسلامية فى الأبتعاد عن تصوير الأنسان و الحيوان واستعاض عن ذلك بعناصر زخرفية أخرى كالنباتات و النخيل و الزيتون و الرمان و العنب و عروق النباتات التى فاضت من المزاهر و التى زينت أجسامها بمختلف المجوهرات و الحلى كالأهلة و النجوم و ظهرت تلك العناصر فى وجهى التثمينة الداخلية من الداخل و الخارج و كأنه يريد تصوير الجنة التى وعد الله بها المؤمنون كما ركز على تصوير التاج بشكليه البيزنطى و الساسانى و كأنه يريد التذكير بأنتصار الدولة الأسلامية على هاتين القوتين العظمتين رامزا اليها بتيجانيهما .
كما أستخدم الفنان فى التصميم الخط و ذلك بعمل زنارين بطول 240 متر مربع أعلى التثمينة الداخلية من الداخل و الخارج زينهما بكتابات بالخط الكوفى البسيط و المنفذ بالفسيفساء المذهبة و يرجع أهمية استخدام الخط فى التوثيق لذلك المعلم الحضارى و من جهة أخرى التاكيد على الوحدانية (سورة الاخلاص فى الضلع الشمالى للمثمن فى الوجه الخارجى للتثمينة )و الى التأكيد على مكانة سيدنا عيسى فى الاسلام الضلع الشمالى للمثمن فى الوجه الداخلى للتثمينةوذلك من خلال الآيات المكتوبة بالفسيفساء .
إرسال تعليق