الصنج المعشقة
بقلم (عماد حمدي)
صنج معشقة |
الصنج المعشة عبارة عن
قطع حجرية أو رخامية يتداخل بعضها في بعض بواسطة التعشيق أو التزرير في أشكال
عديدة منها المقصوصة على هيئة زهرة الزنبق المعشقة بالتعارض، والمشتملة على زهرتين
إحداهما قائمة منتصبة والأخرى متدلية مقلوبة، وذات القبات المصفوفة بشكل هندسي
مصضلع، وغالباً ما زينت هذه الصنج ولا سيما الوسطى منها بدائرة تقوم في داخلها
زهرة سداسية أو ثمانية البتلات[1].والأصل المعمارى لهذه
الصنجات يعود إلى العصر الرومانى، فنراها في عتب باب المسرح الرومانى في مدينة
أونج في فرنسا والتي يرجع تاريخها إلى عام 24م، وفى رافينا بإيطاليا في مقبرة
تيدرويك المؤرخة بعام 517م، كما وجدت في بيت لحم في واجهة المجاز المؤدى إلى صحن
الكنيسة والذى يرجع إلى عهد جستنيان[2].
هذا وقد وجدت هذه الصنجات في عصر بداية الإسلام في مدخل
قصر الحير الشرقي بسوريا (110ه/728م)، وفى مصر وجدت هذه الصنجات لأول مرة فى في
باب النصر (480ه/1087م) ، إلا أنها غالباً ترجع إلى أعمال الإصلاحات التي
تمت في عام (1800م)، إذ أن هذه الصنجات لا ترى في أبواب القاهرة الأخرى والتي
أقيمت في عهد الوزير بدر الدين الجمالى وزير الخليفة الفاطمي المستنصر، هذا وقد
ظهرت هذه الصنجات بشكل واضح في أعتاب جامع الأقمر (519ه/1125م)، أما في
العصر الإيوبي فإننا نجدها في مدخل مدفن الصالح نجم الدين أيوب
(647-648ه/1249-1250م)، وهي على شكل زهرة الليليا ، كما كثر استعمال
اللحامات الزخرفية والتي ليس لها أي وظيفة إنشائية في الأعتاب أسفل عقود التخفيف
حتى لا تتعرض للكسر بسهولة[3].
[3] منظمة العواصم والمدن
الإسلامية: أسس التصميم المعمارى والتخطيط الحضرى في العصور الإسلامية المختلفة
بالعاصمة القاهرة، مركز إحياء تراث الحضارة الإسلامية، المملكة العربية السعودية،
جدة، 1990، ص442. للمزيد. انظر، أحمد فكرى: مساجد القاهرة ومدارسها، الجزء الأول،
العصر الفاطمي، دار المعارف بمصر، 1960، ص152:150. فريد شافعى: العمارة العربية في
مصر الإسلامية، ص211:208.
إرسال تعليق