507575571559024578975075775024306753790756754506735719003007773507540230757057202507579075705795075730757636076770670676697076768076720206706706360790343707607570674938697202349307676

تطور مداخل المساجد المصرية

تطور مداخل المساجد فى عصر صدر الإسلام:
بقلم / عماد حمدي
         المدخل هو الفتحة أو الباب الذى يدخل منه إلى المنزل ونحوه، وهو عنصر معمارى وجد منذ أن اهتدى الإنسان للبناء، وقد لعبت المداخل دوراً هاماً في تكوين واجهات العمائر الإسلامية، وكونت عنصراً معمارياً وزخرفياً بالغ الأهمية([1])، ووجدت المداخل في جامع عمرو في حوائط المسجد ما عدا حائط القبلة، وبلغ عددها ستة مداخل، إذ كان يوجد بكل ضلع من أضلاع الجامع مدخلان، ولم تكن له أبواب وكانت هذه المداخل بسيطة في بادئ أمرها وخالية من أي معالجات معمارية([2]).
مدخل جامع عمرو بن العاص التذكاري، مصر
تطور مداخل المساجد فى عصر الدولة الطولونية:
        يحتوى جامع أحمد بن طولون على (42) باباً منها 21 باباً بالمسجد الأصلي يقابلها مثلها في الزيادات، ويعتبر جامع أحمد بن طولون من المساجد المعلقة إذ يصعد إلى أبوابه الداخلية بدرجات دائرية، وتوجد أربعة أبواب في صدر ظلة القبلة كان يستخدمها الأمير وحاشيته لأن دار الإمارة كانت من هذه الجهة، وكانت المداخل تؤدى مباشرة إلى الصحن عبر الظلات.
مداخل جامع أحمد بن طولون، مصر
تطور مداخل المساجد فى عصرالدولة الفاطمية:
           وكما وجدت ظاهرة تعدد الأبواب في مساجد عصر صدر الإسلام والعصر الطولونى، فقد ظلت ظاهرة تعدد الأبواب موجودة في العصر الفاطمي، هذا وقد كانت جميع الأبواب في الحوائط الجانبية والخلفية للمسجد عدا حائط القبلة، ونجد في جامع الأزهر أن الأبواب ارتبطت ارتباطاً مباشراً بمحاور الصحن وليس بمحور الكتلة البنائية للجامع، وكان المدخل الرئيس لجامع الحاكم بأمر الله في منتصف الواجهة الشمالية الغربية هذا بالإضافة إلى وجود عدد من المداخل الثانوية، وقد تميز العصر الفاطمي بوجود ظاهرة المداخل التذكارية والتي تبرز عن كتلة الواجهة مثل المدخل الرئيسي لجامع الأقمر وجامع الحاكم بأمر الله .
مدخل جامع الأقمر المنكسر، مصر
مدخل جامع الأقمر المنكسر، مصر
مدخل جامع الحاكم بأمر الله التذكاري، مصر

مدخل جامع الحاكم بأمر الله التذكاري، مصر
          وكان الجامع الأقمر هو النموذج الأول الذى يظهر فيه المدخل التذكارى البارز وجاء هذا النمط متأثراً بجامع المهدية بتونس، وظهرت أيضاً ظاهرة المداخل المنكسرة مثل مدخل جامع الأقمر، وقد أدى وجود المدخل المنكسر إلى زيادة الحفاظ على خصوصية المسجد وتوفير الخصوصية والسكينة اللازمين للمصلين، وكان من أهم وظائف المدخل المنكسر هو التدرج فى الانتقال من حالة الفراغ الخارجي نحو الفراغ الداخلى المغطى ثم المكشوف، وتم تأكيد المدخل بوضعه في قوصرة كبيرة معقودة بطريقة مختلفة عن باقى القوصرات يتوسطها المدخل([ 3 ])





تطور مداخل المساجد فى عصر الدولة الأيوبية:
         من أبرز السمات المعمارية لعصر الدولة الأيوبية هو وجود المداخل المنكسرة، والتي استخدمت في عصر الدولة الفاطمية ولكن على نطاق ضيق، ومن أمثلة المداخل المنكسرة مدخل مدرسة الصالح نجم الدين أيوب، هذا وقد تم التأكيد على المدخل بوضعه داخل قوصرة كبيرة ذات عقد مختلف عن باقى القوصرات، وقد حليت تلك القوصرة باستخدام المقرنصات ويتوسطها باب الدخول وزاد من تأكيد المدخل وجود المئذنة فوقه مباشرة.
مدخل المدارس الصالحية، مصر
تطور مداخل المساجد فى عصر الدولة المملوكية:
        كانت المداخل عبارة عن فتحات عميقة مستطيلة في المسقط الأفقى، عمقها يقرب من نصف عرضها، وتحتل معظم ارتفاع المبنى وتنتهي بعقد مدائنى مخصوص وتنتهي فتحة المدخل بعقد مستقيم يعلوه شباك صغير يغطي بمشربية أو أعمال معدنية، وكثيراً ما توضع هذه الفتحة في بانوه على جانبيه عمودان وأعلاه حلية زخرفية على شكل شرفة، أما الفتحات فكانت أعمال النجارة فيها تحتل مكاناً عاماً في الفتة بأشكال هندسية بديعة مفرغة تحتوى على الزجاج الملون، وخاصة الفتحات العلوية في المبنى التي وضعت على شكل شرافات مصنوعة من الخشب المجمع المعروف بأشغال المشربيات والتي تعتبر من اهم العناصر المعمارية في العمارة الإسلامية([4 ]).

واعتنى المعمار بالمداخل وجعلها تحتل مكاناً بارزاً في الواجهة، فقد جعله في دخلة عميقة على جانبيه مصطبتان من الحجر، وتوج الدخلة بعقد مفصص غالباً في أركانه حنيات صغيرة تعتمد عليها طاقية العقد، هذا وقد أكسب المعمار المدخل هيئة أكبر من هيئة الواجهة، وتكون جدرانه مرتفعة عنها: ونرى مثل هذا في مدرسة السلطان قلاوون، ومسجد المؤيد شيخ بباب زويلة، كما يوجد بعض مداخل لمساجد ومدارس يصعد إليها بسلم حجرى يوصل إلى بسطة متسعة تتقدم المدخل، كما اهتم المعمار ببعض المساجد الكبيرة وجعل لها أكثر من مدخل، ونرى ذلك في مسجد الظاهر بيبرس  ومسجد الناصر محمد بالقلعة، وخانقاة فرج بن برقوق بصحراء المماليك.

ولم يترك المعمار قمم الواجهات خالية بل نراه يزينها بشرافات متنوعة، منها ذات الهيئة المسننة ومنها على شكل الورقة النباتية الثلاثية ومنها ما هو على شكل ورقة نباتية مركبة([5])، وقد تنوعت أنواع المداخل في هذا العصر ما بين المدخل البارز والذى تبرز كتلته خارج سمت الواجهة ويؤدى مباشرة إلى الأروقة المحيطة بالصحن المركزي بالإضافة إلى المدخلان الجانبيان، وقد التزمت هذه المداخل بمحاور الصحن المكشوف، كما تواجدت أيضاً المداخل المنكسرة، وقد ظهرت أكثر ما ظهرت في بعض مبانى المدارس حيث المدخل يؤدى إلى دهليز ثم إلى الصحن الأوسط ثم إلى الإيوانات في متتابعة فراغية توفر للمصلي الفرصة لتهيئة نفسه لدخول بيت الله في هدوء وسكينه، كما يفصل الداخل عن الخارج ويوفر الهدوء إلى أماكن الدراسة والصلاة([6]).
 
مدخل جامع الظاهر بيبرس التذكاري، مصر
مدخل جامع الظاهر بيبرس التذكاري
مدخل جامع الناصر محمد بن قلاوون بالقلعة، مصر
مدخل جامع الناصر محمد بن قلاوون بالقلعة، مصر



([1]) توفيق أحمد عبد الجواد، تاريخ العمارة والفنون، ص72.
([2]) حسن الباشا وآخرون، القاهرة، ص237-238.
([3]) شوكت محمد لطفى عبد الرحمن القاضي، العمارة الإسلامية، ص73.

([4]) شوكت محمد لطفى عبد الرحمن القاضي، العمارة الإسلامية، ص67.

([5]) عاصم محمد رزق، معجم مصطلحات العمارة، ص267.
([6]) شوكت محمد لطفى عبد الرحمن القاضي، العمارة الإسلامية في مصر، ص59.





تعليقات
لايوجد تعليق