مدرسة السلطان حسن بميدان صلاح الدين
السلطان حسن:
هو السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون ولد فى سنة (735هـ/1334م) وسمى أولاً قمارى، ولما ولى ملك مصر اختار اسم حسن فعرف به، ولى الملك فى 14 رمضان سنة (748هـ/1347م) وعمره ثلاث عشرة سنة، ولصغره أناب عنه فى إدارة شئون الدولة الأمير بيبغا روس نائب السلطنة، وأنعم على الأمير منجك اليوسفى وعين فى الوزارة والاستادارية.
وفى سنة (751هـ/1350م) أثبت القضاة أنه بلغ سن الرشد، وقبض على الأمير منجك وبيبغاروس، مما دعا الأمراء إلى التآمر عليه وإقصائه عن الملك فى 17 جمادى الآخرة من سنة (752هـ/1351م) واعتقاله فى الدور السلطانية وتعيين أخيه الملك الصالح صالح، وفى الثانى من شهر شوال سنة (755هـ/1354م) أعيد الناصر حسن إلى ملك مصر فاستبد بالمملكة وصفت له الدنيا ولم يشاركه أحد فى الحكم، فبالغ فى أسباب الطمع إلى سنة (752هـ/1360م)، حيث تزايد سلطانه وكثرت مماليكه، وأهدى بعض ملوك اليمن خيمة غريبة الشكل تتكون من قاعة وحمام ومحلاة بنقوش.ومن أجل تغير الجو فى مصر خرج ما حاشيته إلى ضواحى الجيزة فأقام بها ثلاثة أشهر، وفى هذه الفترة اشتدت الفتنة بينه وبين الأمير يلبغا الخاصكى، وحاول السلطان حسن الفتك فلم يوفق، فهاجمه يلبغا فى القلعة فهرب السلطان حسن، ثم قبض عليه وعلى من معه جهة المطرية، وذلك فى جمادى الأولى سنة (762هـ/1361م)، وهنا يقول أغلب المؤرخين : كان هذا آخر العهد به، وقيل أمه : خنق وألقى به فى البحر ولم يعرف له قبر، ويقول المقريزي: إنه دفن فى مصطبة كان يركب عليها من داره بقلعة الكبش، كما قيل: أنه دفن بكيمان مصر وأخفى قبره، وتبعه فى الأخذ براوية دفنه فى مصطبة داره ابن أبى الفلاح المؤرخ، كان رحمه الله ملكاً حازماً شجاعاً متنزهاً عن نقائض المماليك، وكان ينفر منهم ويقرب غيرهم من أبناء الأسر ويعينهم فى حاشيته.
مدرسة السلطان حسن:
إن حق لمصر الفرعونية
أن تفخر بأهراماتها فإن لمصرالإسلامية أن تته عجبا بمدرسة السلطان حسن التى لا
عادلها بناء آخر فى الشرق بأجمعه، فقد جمعت شتى الفنون فها، ويعرف موقعها قديما
بسوق الخيل، وكان به قصر من أجل القصور، أمر بإنشائه الملك الناصر محمد بن قلاوون
سنة (738هـ/1337م) لسكنى الأمر يلبغا الحاوى، وقد بقى هذا القصر حتى هدمه السلطان
الملك الناصر حسن وبنى محله هذه المدرسة.
ففى سنة (757هـ/1356م) بدأ هذا السلطان فى بنائها وعنى بها عناية شديدة واستمرت العمارة جارية فيها مدة حياته، وكان يصرف عليها بسخاء عظيم، ونسب الطواشى مقبل الشامى إلى السلطان حسن أنه قال: "لولا أن يقال أن ملك مصر عجز عن إتمام بناء بناه لتركت بناء الجامع من كثرة ما صرف عليه"، وليس بمستبعد أن يقول هذا، فالبناء شامخ يدل على العظمة والجبروت وعلى المقدرة الفنية، كما ينم عن كثرة النفقات، وقد ابتكر مهندسه فى هذا البناء الضخم زخارف دقيقة وكتابات ونقوشاً ونحاساً مكفتاً آية فى الحسن والبهاء، ويصفه المقريزي المؤرخ بقوله : "فلا عرف فى بلاد الإسلام معبد من معابد المسلمين حاكي هذا الجامع وقبته التى لم بن بديار مصر والشام والعراق والمغرب واليمن مثلها".
وقد أجمع على هذا الرأى جميع المؤرخين والرحالة الذين زاروها، فيقول عنها ابن تغرى بردى "إن هذه المدرسة ومئذنتها وقبتها من عجائب الدنيا، وهى أحسن بناء فى الإسلام".حكى أن الملك الناصر حسن لما أمر بعمارتها طلب مهندسين من أقطار الأرض وأمرهم بعمارة مدرسته ـ ولم يعمر أعلى منها ـ فعمرت وعمر بها أربع منارات وقيل : ثلاث فى ارتفاع المدرسة أيضاً، ثم هدمت بعض المنارات واستمرت الآن على اثنتين، وهى عجيبة من عجائب الدنيا".
ووصفها السلطان سليم وقد زارها سنة (923هـ/1517م) بقول: هذا حصار عظيم، وويقول الوريثلانى الرحالة المغربي ـ وقد زار مصر فى القرن الثانى عشر الهجرى، : "أنه مسجد لا ثانى له فى مصر ولا فى غيرها من البلاد فى فخامة البناء ونباهته، وارتفاعه وإحكامه، واتساع حناياه وسعة أبوابه كأنه جبال منحوتة، تصفق الرياح فى أيام الشتاء بأبوابه كما تفعل فى شواهق الجبال، وفى أحد أبوابه سارية رخامية لطيفة يقال أنها من إيوان كسرى، وفيها نقوش عجيبة"، ويصفه عبدالغنى النابلسى ـ وقد زاره سنة (1105هـ/1693م) فيقول ـ : " إن هذا الجامع من أعظم الجوامع على شكل القاعة العظيمة، ونظرنا إلى إيوانه القبلى الذى فيه المنبر والمحراب فإذا هو إيوان كبير عظيم" .
وقد أحصى هرتس باشا أقوال الرحالة والمؤرخين الأجانب فى هذا المسجد فنقتطف منها ما يلي: بيتر ودي لاقاتليه سنة 1616م: "وتجاه القلعة جامع لم أر أجمل منه منظراً، ولا أبدع منه شكلاً، وأحسن ما راقنى منه قبته وشكلها الغريب التى لم أشاهد مثلها، فإنك بينما تراها ضيقة من الأسفل تتسع فى عينيك كلما تعلو ثم تأخذ فى الضيق على هيئة بيضة الدجاج"، ميسيو تيفنو ـ وقد جاء مصر سنة 1657م ووصفه فى رحلته ببلاد الشرق ص266: "هذا الجامع متقن البناء عظيم الارتفاع وكله مبنى بحجر الآله".
كتاب وصف مصر للحملة الفرنسية: "إنه جامع جميل بل من أجمل مبانى القاهرة بل الدولة المصرية بأسرها"، وقد بالغ واضع هذا الفصل فى ضخامة قبته وارتفاع منارته، وذكر الكتابات المنقوشة على جدرانه فقال : " إنها ملونة بألوان شتى، وأشار إلى المصابيح الجميلة المعلقة فى عقود إيوانه وفى قبة التربة ..".
وقد عنى حضرة الأستاذ الجليل مسيو جاستون فييت مدير دار الآثار العربية بجمع طائفة كثيرة من تلك الآراء فى بحثه الذى نشره تحت عنوان جامع السلطان حسن، وأبدأ بفقرات من وصفه له: "وقد يكون فى وصف الجامع وصفاً مسهباً ما يدعو إلى السآمة والملل بالرغم من أن الجزئيات تشترك فى إبراز الكليات، ولكن هذا الأثر بحاجة إلى قلم بليغ وأسلوب شاعرى حتى يمكن إبراز دقائقه وجزئياته حتى لا يكون ما يراه القارئ قاصراً على هذه الجزئيات فحسب، وإن كانت بعض هذه الجزئيات غاية فى الطرافة والابتكار وكأنها بيوت من شعر من قصيدة عصماء، والفنان فى هذا الجامع لم يوحه همه إلى الزخرفة كعامل جوهرى فى العمارة، بل اقتصد فيها وسيطر عليها وأخضعها للكل فأدت أغراضها.
وقد يكون هذا الجامع هو الوحيد بين جوامع القاهرة الذى يجمع بين قوة البناء وعظمته ورقة الزخرفة وجمالها، وأثره قوى فى نفوسنا إذ له خصائصه التى لا يشترك معه فيها غيره، إن جامع السلطان حسن هو العمل العظيم فى الإسلام الذى روعى فى تشييده متانة البناء، فهو كالمعابد القديمة يتحدى الزمن وينطبق عليه ما تخيلهشاعر عربى من أن الزمن هو الذى يقاوم قوة هذه المبانى الضخمة، ولا ريب فى أن هذا البناء العالمى الشهرة والعظيم القيمة رمز لمجد الإسلام وقوته وعظمته مقررة معترف بها"، وقال إيبرس " إن كل ما ننراه فى الجامع مركب فى مكانه تركيباً هادئل منسجماً، فإذا أمعنت النظر فى زخارف إيوان القبلة وقاعة القبر جزءا جزءاً أحسست إحساس الرضا، فهناك ثروة فنية وأشكال رشيقة بارعة".
وكتب جومار فى كتاب وصف مصر: "إنه من أجمل مبانى القاهرة والإسلام، ويستحق أن يكون فى الرتبة الأولى من مراتب العنارة العربية بفضل قبته العالية، وارتفاع مئذنته وعظم اتساعه وفخامة وكثرة زخارفه التى تسكو الأرضية والحيطان فى أوضاع بسيطة خاصة بهذه العمارة، كما أن حشوات الخشب والبرونز التى تكسو الأبواب الخشبية والنحاسية محفورة حفراً فنياً".
وكتب عنه المصور لينوار
: "إن جامع السلطان حسن المملوكى يشرف على القاهرة كلها، وأسلوب بناءه فى
أرقى الأساليب المعمارية، ومساحته عظيمه، لذا يعد أجمل جامع فى الشرق كله بلا
نزاع"، وقال آرثررونيه:
"إن العبقرية هى التى أتاحت لصاحبها السيطرة على الأشكال التقليدية أو
الهندسية فبث فيها روحاً من عنده، فالكل زخرفه فى جامع السلطان حسن طابع خاص تمتاز
به عن سواها من زخارف الأبنية الأخرى".
تصميم المدرسة:
وقد وضع تصميمها على
طريقة التعامد التى تشتمل على أربعة إيوانات يتوسطها صحن مكشوف، وكان المقرر فى
مشروع بنائها أربعة منارات فرغ من بناء ثلاث : اثنتان تكتنفان القبة بالوجهة
الشرقية، والثالثة كانت على الكتف الأيمن للباب العمومى، وقد سقطت يوم السبت 6
ربيع آخر سنة (762هـ/1361م) فابطل السلطان حسن بناء المنارة الرابعة التى كان
مقرراً لها الكتف الأيسر للباب المذكور، واكتفى بالمنارتين، وفى شهر جمادى الأولى
سنة (762هـ/1361م) قتل السلطان حسن، وكانت المدرسة كاملة عدا بعض أعمال تكميلية
أتهما من بعده الطواشى بشير الجمدار.
أعمال بشير الجمدار:
قد قام الطواشى بشير بأعمال تكميلية كثيرة بهذه المدرسة دون أن يتمها أيضاً، منها أعمال الرخام بالوزرات والأرضيات، ولذلك نراها بسيطة ويدخل فيها الكسوة الرخامية للأبواب المدارس بالصحن، لذلك يقرأ على كل منها ما نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة مولانا السلطان الشهيد المرحوم الملك السلطان حسن ابن مولانا السلطان الشهيد المرحوم الملك الناصر محمد بن قلاوون وذلك فى شهور سنة أربع وستين وسبعمائه"، (مع ذكر المذهب المخصص له المدرسة) ويسترعى النظر فيها مزرراتها وتطعيم القاشانى والنفيس المكوتب عليه لفظ الجلالة.
كما أتم قبة الفسقية بالصحن سنة (766هـ/1364م)، وهى قبة خشبية أقيمت على ثمانية عمد رخامية وكتب بدائرها آية الكرسى وتاريخ الفراغ منها سنة ست وستين وسبعمائة، وعمل المصراعان النحاس للباب الكبير الموجود الآن بجامع المؤيد، إذ يقرأ عليهما ما نصه": "أمر بإنشاء هذ الباب المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى مولانا السلطان الشهيد أبو المعالى حسن ابن مولانا السلطان الشهيد الملك الناصر محمد بن قلاوون وذلك فى سنة أربع وستين وسبعمائة".
كما أتم بناء القبة الكبيرة وكتب بإفريزها آية الكرسى ثم : "وكان الفراغ من هذه القبة المباركة فى شهور سنة أربع وستي وسبعمائة"، والمرجح أنه لم يتم بناء هذه القبة، كما كان مقرراً لها ببناء عظيم يتناسب مع الجدران الفخمة التى أعدت لحملها، بل أقامها من الخشب وغطاها بألواح من الرصاص، ولعى ذلك تكون هذه رابع قبة خشبية كبيرة فى مصر، إذ الأولى قبة الإمام الشافعى، ثم قبة مسجد الظاهر بيبرس البندقدارى، فقبة الناصر محمد بن قلاوون بالنحاسين.
هذه هى أعمال بشير الجمدار ـ أما الزخارف وبقية أعمال الرخام بالوجهات فقد تركها دون أن يتمها كما تركها السلطان حسن،غير أن وفاة السلطان حسن قبل إجراء باقى الأعمال التكميلية ليس معناه أن هذه المدرسة لم تفتتح فى حياته، فقد احتفل السلطان حسن بافتتاحها وصلى بها الجمعة وأنعم على البنائين والمهندسين، وأقيمت بها الدروس فى حياته ايضاً، كما حرر لها وقفية مؤرخة فى شهر رجب سنة (760هـ/1359م)، ورصد عليها وعلى غيرها عقارات وأراضى للصرف عليها، وعين بها الموظفين والقراء، وفرشها وعلق بها الثريات والمشكاوات الجميلة، وعين لها إماماًَ.
وصف المدرسة:
إن المطلع على رسم هذه
المدرسة يرى فى وضعها بعض آزورار، بل يصعب عليه تحديد شكلها، وغاية ما ينتهي إليه
الوصف أنه شكل كثير الأضلاع، وتبلغ مساحتها 7906متر مربع، إذ امتداد أكبر طول 150
متر، وأطول عرض 68.0 متر، ولها أربع وجهات: شرقية وبها القبة ومنارتان أقدمهما
القبلية، ويبلغ ارتفاعاها هن صحن الجامع 81.60 متر، وبحرية وقد سقطت سنة 1070هـ
وجددت فى عمارة إبراهيم باشا سنة 1082هـ .
وقد حليت أعتاب شبابيك القبلة بمقرنصات وعقود غريبة، كما طعمت بأشرطة من القاشانى، وحليت نواصيها بعمد من الحجر ظريفة بها كتابات كوفية، ويتجلى منظرها من ميدان صلاح الدين ومن أعلى القلعة، وأخرى قبلية بها شبابيك مدرستى الحنابلة والحنفية، وغربية وتحتها دورة المياة، وأمامها الساقية التى كانت توصل المياة إلى المدارس وإلى المسجد بواسطة مجراة على كوابيل بالوجهة القبلية، وبحرية يبلغ ارتفاعاها عند الباب 37.70 وهى الوجهة العمومية، وبطرفها الغربى الباب العمومى، وهذا الباب طرفة أثرية، فقد حلى من جانبيه بالخارف المتنوعة الممتدة إلى أعلى، وأكثرها لم يتم إلى الآن.
كما أن أجزاء كثيرة فى الباب والجهات كان مزمعاً تلبيسها بالرخام ولم يتم، ويكتنف هذا المدخل حنيتان برأسيهما مقرنصات لبستا بالرخام الأخضر بأشكال هندسية وكتب أعلاهما بالخط الكوفى المزهر قوله تعالى: "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله"، يعلوهما تربيعتان كتب على احداهما بالكوفى المربع "لا اله إلا الله محمد رسول الله" وبالأخرى: "أبوبكر، عمر، عثمان، على"، وقد كان لهذا الباب مصراعان من الخشب مغشيان بالنحاس من أنفس الأبواب النحاسية، نقلهما السلطان الؤيد شيخ إلى مسجده بالسكرية سنة (829هـ/1416م)، ويغطى هذا الباب مجموعة كبيرة من المقرنصات رأينا هرتس باشا يأخد على مهندسها بعض الهفوات فى وضعها، ويحلى نهاية الوجهات مقرنصات إرتفاع ستة مداميك، وبرزت بمقدار 1.40 أضيفت إليها شرفة مورقة فى وقت ما قامت إدارة حفظ الآثار العربية بإزالتها من الوجهة البحرية، وقرر هرتس باشا أن زخارف هذا الباب الكثيرة لا نظير لها فى الديار المصرية، وأن أمثالها كثيرة الوجود فى آثار آل سلجوق التى تمتاز الأبواب فيها عن باقى البناء بكثرة زخارفها.
وهذا الباب يؤدى إلى مدخل مربع الشكل مكون من ثلاثة إيوانات مغطاة بمقرنصات يتوسطها قبة ملبسة بالحجر الأحمر، وبصدر هذا المدخل مسطبة حلى صدرها بالرخام الملون الملبس فى الرخام الأبيض، وشباك من الجص ودوائر ومستطيلات زخرفية دقت فى الحجر لا تقل دقة عن الأويمة فى الخشب أو الجص، ومن هذا المدخل يتوصل إلى سلم ذى خمس درجات يؤدى إلى دهليز معقود ينثنى دفعة واحدة إلى اليسار وينتهى إلى صحن كبير مفروش بالرخام مساحته 34.60 متر فى 32.00 متر، يتوسطه فسقية تعلوها قبة محمولة على ثمانية أعمدة مكتوب بدائرها آية الكرسى وتاريخ الفراغ منها، وبها تاريخ عمارة أجريت بها سنة (1088هـ/1677م)، وحول الصحن أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة، وهو إيوان كبير لا نظير له فى سعته وارتفاعه، إذ تبلغ فتحته 19.20، يحيط به إفريز نادر من الجص مكتوب عليه بالخط الكوفى المزهر ما نصه: "أعوز بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ـ إلى قوله تعالى: فوزاً عظيما".
ويتخلل الكتابة زخارف دقيقة، ويتوسطه دكة من الرخام يلفت النظر فيها تلبيس عمد الرخام المولن فى نواصيها، وبصدره المحراب المغشى بالرخام الملون والمحلى بزخارف مورقة تتخللها عناقيد العنب، ويجاور المحراب منبر من الرخام له باب من النحاس المفرغ، ويكتنف المحراب بابان يوصلان إلى القبة خلف المحراب أحدهما قبلي مغشى بالنحاس المكفت بالذهب وعليه اسم السلطان حسن، والآخر فقدت كسوته، وعلى جانبي المحراب لوحتان مكتوب عليهما: "جدد هذا المكان المبارك حسن أغا خزيندار ـ الوزير إبراهيم باشا بد الفقير محمد سنة 1082".
والقبة مربعة طول كل ضلع من أضلاعها 21.00 متراً، وارتفاعها إلى ذروتها 48.00 متراٍ، وبها محراب من الرخام محلى بزخارف دقيقة، ووزرة مرتفعة نحو ثمانية أمتار، يعلوها إفريز خشبي به كتابة بارزة نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم لا إله ألا هو الحى القيوم" ـ الآية ـ "وكان الفراغ من هذه القبة المباركة فى شهور سنة أربع وستين وسبعمائة وصلى الله على محمد"، يعلو ذلك شبابيك ودوائر جصية ومقرنصات خشبية محلاة بزخارف ملونة ومذهبة، وغطاء القبة الحالى ليس هو القديم، فقد كانت القبة خشبية مكسوة بالرصاص.
وقد زار مصر السائح بيترودى لافاليه وكتب رحلته سنة (1025هـ/1616م) ومن وصفه للقبة يعتبر طرازها كطراز القباب السمرقندية، كذلك ذكر بريس دفين أن القبة سقطت سنة (1071هـ/1661م) وكانت أعظم ارتفاعاً، وباطنها حافل بالنقوش، وقد جددها إبراهيم باشا سنة (1082هـ/1671م) وهى محاطة من الخارج بدعامات أسطوانية الشكل، ويتوسط القبة تركيبة من الرخام كتب عليها أنها أنشئت سنة (786هـ/1384م) برسم تربة السلطان السعيد الشهيد الملك الناصر حسم وذريته، ولكن السلطان حسن لم يدفن فيها كما شرحناه فى ترجمته ودفن فيها ابنه الشهاب أحمد المتوفى فى 14 جمادى الآخرة سنة (788هـ/1386م)، وقد أودع بهذه القبة كرسى المصحف المكون من حشوات سن وآبنوس وخشب دقت بالأويمة الدقيقة.
ووضع القبة خارجاً عن سمت جدار المحراب وخارجاً عن المسجد يعتبر وضعاً شاذاً سبقه فيه المشهد الحسيني، ونسج على منواله فيما بعد فى مساجد أمير حسن والمحمودية وبعض مساجد الوجه البحرى، ويتدلى من عقود الإيوانات مجموعة من السلاسل النحاسية كانت معدة لحمل مشكاوات زجاجية مشغولة بالمينا وعليها اسم السلطان حسن، وقد حفظ ما تبقى منها وعددها 34 مصباحاً مع ثريتين من النحاس بدار حفظ الآثار العربية إحداهما باسم الأمير قوصون، وبمناسبة الثريات النحاسية (التنانير) الخاصة بالمسجد أذكر أن المك الموؤيد شيخ كان نقل إحداهما إلى مسجده مع الباب النحاسى.
ويحيط بالصحن أربع مدارس للمذاهب الأربعة تعتبر من تصميمها مساجد صغيرة محدقة بالجامع الكبير، أكبرها المدرسة الحنفية، إذ تبلغ مساحتها 898متر، ويتكون كل منها من إيوان وصحن تتوسطه فسقية، ثم طبقات بعضها فوق بعض تشرف على صحن المدرسة وعلى الوجهات، وباقى فى اثنتين منها طراز جصى مكتوب بالخط الكوفى على مثال الإيوان الشرقى، أحدهما فى مدرسة المالكية وكتوب فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور، اللهم أكثر الخير وأتبع العطا نسألك وأنت خير مسئول دوام دولة من أسس هذا الخير وأصله مولانا السلطان الأعظ الما .... .
نظام المدارس:
وقد قرر السلطان حسن
لهذه المدارس مدرسين ومراقبين وعين لهم مرتبات نثبتها فيما يلي:
قرر لكل مذهب من المذاهب الأربعة شيخاً ومائة طالب علم، من كل فرقة خمسة وعرشون متقدمون وثلاثة معيدون، وعين مدرساً لتفسير القرآن الكريم، وعين معه ثلاثين طالباً عهد إلى بعضهم أن يقوموا بعمل الملاحظة، وعين مدرساً للحديث النبوى، ومقرئاً لقراءة الحديث، وثلاثين طالياً يحضرون يومياً عهد إلى بعضهم أن يقوموا بوظيفة النقيب والبعض الآخر بوظيفة داع للسلطان عقب الدروس، ثم عين بالإيوان القبلي بالجامع شيخاً عالماً مفتياً، ورتب معه مقرئاً مجيد للقراءة على أن يحضر أربعة أام من كل أسبوع، منها يوم الجمعة فيقرأ المقرئ ما تيسر من القرآن وما تيسؤ من الحديث النبوي الشريف، وعين مدرساً حافظاً لكتاب الله عالماً بالقراءات السبع ليجلس كل يوم ما بين صلاة الصبح والزوال بالإيوان القبلي، وقارئاً آخر يجلس معه ليلقن القرآن لم يحضر عنده، ثم عين اثنين لمراقبة الحضور والغياب، أحدهما بالليل والآخر بالنهار، وأعد مكتبة عين لها أميناً، والحق بالمدرسة مكتبين بمدرسيهما لتعليم الأيتام القرآن والخط، وقرر لهم الكسوة والطعام، فكان إذا أتم اليتيم حفظ القرآن حفظاً يعطى خمسين درهماً ويمنح مؤدبه خمسين درهماً مكافأة له.
وعين طبيبين مسلمين
أحدهما باطنى والآخر للعيون، يحضر كل منهما كل يوم بالمسجد ليداوى من حاتج إلى
علاج من الموظفين والطلبة، ورتب طبيباً ثالثاً جراحاً، وقد أرصد فى وقفيته مرتبات
الأساتذة والطلبة والموظفين، وقيمة ما يصرف لهم من المأكل كل ليلة جمعة وما يصرف
لهم فى الأعياد.
المدرسة كقلعه:
لوقوع هذه المدرسة أما
قلعة الجبل اتخذها المماليك حصناً لهم يدافعون به عن أنفسهم أمامها، فحينما تقع
فتنة بينهم يصعد الأمراء وغيرهم إلى أعلى مدرسة السلطان حسن ويضربون القلعة، ففى
سنة (791هـ/1389م) نصبت مكحلة أعلى المدرسة رمى بها على باب السلسلة فهرب
المماليك، ولما تكررت هذه الحوادث أمر السلطان الظاهر برقوق فى 8 صفر سنة
(793هـ/1392م) بهدم السلم الموصل إلى سطح المدرسة وسد ما وراء الباب النحاسى
الكبير، ثم فتح شباك من شبابيك المدرسة يوصل إلى داخلها.
وفى شهر رمضان سنة (825هـ/1422م) صرح بالآذان فى المنارتين وأعيد بناء الدرج والبسطة ولما عاد الأمراء إلى مهعاجمة القلعة من منارة السلطان حسن أمر السلطان أبوسعيد جقمق بهد السلالم الموصلة إلى المنارات، وذلك فى سنة (842هـ/1438م)، وفى 29 ذى الحجة سنة (858هـ/1454م) عهد السلطان أبوالنصر إينال إلى المهندسين بفحص المنارة القبلية للمدرسة خوفاً من حدوث خلل بها، وبفحصها تبين لهم سلامتها، ولكن تبين أن رصاص القبة به ثغرات من كثرة إصابتها بالمكاحل فى أيام الحروب، واعوجاج هلالها فرفع وبقيت القبة بدونه.
وفى سنة (902هـ/1497م) كانت موقعة اقبردى، فحاصر القلعة وضربها من أعلى المدرسة بمكحلة أصاب أول حجر منها باب السلسلة، فقوبل الإعتداء بمثله وصوبت المكحلة المعروفة بالمجنونة إلى من فى مدرسة السلطان حسن فأصاب المدفع شباك المدرسة فقتل ثلاثة من المماليك، ونهبت بسط المدرسة وقناديلها ورخامها، وفى سنة (903هـ/1497م) جدد الأمير طومنباى الدوادار الثانى جدران المدرسة وأصلح ما تلف منها، وأقيمت الخطبة بها بعد أن كانت معطلة نحو عشرة أشهر، وفى سنة (906هـ/1500م) هدم الأشرف جان بلاط جزءاً بسيطاً خلف محراب القبة بصعوبة ثم أوقف الهدم، ولما ولى ملك مصر الملك العادل طومنباى أمر بترميم جميع ما فسد من جدران المدرسة فى مدة محاصرة القلعة .
ولما زار مصر الرحالة المغربى الوريثلانى سنة (1179هـ/1765م) وجد جداراً كبيراً مهدوما من المسجد وكان العمل جارياً فى رفع أنقاضه، وبعودته من الحج بعد سنة ونصف وجدهم قد فرغوا من ترميمه، ولعل هذه العمارة لإصلاح ما هدمه جان بلاط أو من أثر المعركة التى قتل فيها أحد عشر أميراً فى بيت محمد بك الدفتدار سنة (1149هـ/1736م)، وتسبب عنها سد الباب الكبير مرة ثانية لمدة 51 سنة، إلى سنة (1200هـ/1785م) حيث أصلح السمجد سليم أغا وفتح بابه وأزال الدكاكين التى أحدثت بأسفله، وبنى له سلالم ومصطبة جديدة، ومن هذه الحوادث نرى كيف كافحت مدرسة السلطان حسن وصمدت أمام تلك التقلبات وبقيت محتفظة بكيانها أكثر من القلعة.
ملحقات الجامع:
وقد اتخذت خلف الدرماة
والأيوان الغربي أبنية فرعية، الدور الأرضى منها يشتمل على دورة مياة فسيحة
مساحتها 412متراٍ، وتركت الجهة الوسطى من هذا المكان مكشوفة لتجديد الهواء ودخول
الضوء، وتنخفض أرضية هذه الجهة
عن أرضية الجامع بستة أمتار ونصف المتر، ويتوصل إليها من باب فى غاية الجمال، وفى
وسطها ميضأة من الرخام الأبيض، وعلى امتداد جدران هذا المكان مرافق ومنافع متنوعة،
ومن ملحقات الجامع أيضاً الساقية، وهى فى الزاوية القبلية الغربية .
المهندس:
أخذ المرحوم هرتس باشا
على مهندس السلطان حسن اتخاذه مقرنصات مقلوبة لتحلية قواعد الأعمدة، ومنها استنتج
أن المهندس أجنبى عن هذه البلاد، وعلق على ذلك بوقله: "ولكن أتى لنا العلم
ببلده وهو لم يترك لنا اسمه ولا أثره، ولذلك جعلنا جميعاً متشوقين لمعرفته"، واستطرد فقا: "
ولم يذكر أحد المؤرخين ـ حتى ولا المقريزي الذي يكثر الكلام على الآثار ـ اسم
المهندس، كما أننا لم نعثر على شئ يتضمنه فى الكتابات المنقوشة على جدران الجامع،
ولذلك يضطرنا الحال إلى معاوجة البحث عن أثر يدلنا عليه، أو إشارة تهدينا إليه
بالتامل فى كيفية تصميم دقائق البناء وكيفية توقيعها، وللوصول إلى هذه الغاية
جعلنا الدعامة الصغرى المركبة على أحد وجوه متف الباب محل نظرنا فدلتنا على أن
المهندس ـ لعد استطاعته تدوين اسمه فى عمله ـ اكتفى بنسبة الفخر إلى وطنه فأشار
إليه إشارة اللبيل فى ركن صغير، وهى إشارة تخفى على العامة، ولكنها كافية لأن
يتهدي بها من كان بسر الأحجار عليها .
وبيان ذلك أن هذه الدعامة ترى عليها ستة سطوح بعضها فوق بعض متعاقبة بين كبير وصغير، وكلها محلاة برسوم بارزة، أما الكبار فرسومها متشابهة أو تكاد تكون كذلك، فإن فى جميعها أقواساً ستينية مرتكزة على زوج من العمد الصغيرة، وهذه الأقواس ـ وإن لم يكن فيها ما يستوقف النظر خلاف كون الرسومات الزهرية النباتية التى فى السطح الباطن جلية البيان ـ فإن العمد تسترعى النظر بأبدانها المهندمة الدالة على أنها طراز قديم عن الطراز العربي، أما الرسومات المنقوشة فى السطوح الصغيرة فأغرب من ذلك، إذ قد مثل فى الأسفل منها بيت صغير ذو طبقتين سطحه على شكل جملون وبجانبه بناءان أعلا منه، ومن الباطن بناء آخر له باب وعدة نوافذ، وفى السطح الذي يلي كنيسة، وطبقة أرضية عالية لها باب ينتهي عاليه على شكل جمالون، وعليها طبقة أخرى أقل منها فى الأهمية ومتخذة قاعدة لقبة يزيد حجمها عن نصف كرة، وهى ترتكز على قاعدة مخروطة .
واستخلص من هذا الوصف مستنتجاً أن المهندس وضع هذه الدقائق فى الرسم ليكشف بها عن جنسيته، ورجخ أن المهندس بيزنطى تلقى أصول الطرز الإسلامي فى أحد البلاد السلجوكية، مما مكنه من تصميم بناء فائق فى بابه مثل جامع السلطان حسن، وهو رأى يؤيده ما كان من الروابط والعلاقات المستمرة بين بيزنطة وملوك بنى سلجوق"، إن الغموض الذى أحاط بالفنان الذى أبدع هذه المدرسة أحاط غيره من بقية المنشآت المعمارية فى مصر، ولكن عبقرية هذا الفنان كانت حافزة دائماً لمعرفته، لأنه شاد بناء عظيم لم يسبق ولم يلحق .
وفى هذا الصدد كتب الأستاذ الجليل مسيو جاستون فييت عند بحثه هذه المدرسة: إن جامع السلطان حسن عمل عظيم خالد، ولكن شخصية الفنان العبقرى الذى ابتدعه يكتنفها الظلام، وفى يوم 14 نوفمبر سنة 1944 ـ أثناء اشتغالى بمراجعة كتابات الجامع لنشرها مع أستاذى الجليل مسيو فييت ضمن مجموهعة الكتالبات التاريخية الجاى نشرها ـ عثرت فى المدرسة الحنفية على اسم المهندس مكتوباً فى طرازها الجصى بما نصه" " بسم الله الرحمن الرحيم إن المتقين فى جنات ونعيم وعيون أدخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما فى صدورهم من غل ـ إلى قوله تعالى: وما هم منها بمخرجين، اللهم ما يا دائم لا يفنا يا من نعمه لا تحصا أدم العز والتمكين والنصر والفتح المبين ببقاء من أيدت به الإسلام والمسلمين وأحييت .... حسن ابن مولانا السلطان ال .... .... عنه ما وليته وخلده فى ذريته كتبه تحمو دولته، وشاد عمارته محمد بن بيليك المحسنى"، وكتبة تحمو (أى أن هذه الأدعية مكتوبة بالحماية دولته)، وقد كتب تحمو بدلا من تحمى ـ ومثل هذا الخطأ وقع فى نفس الكتابة، فقد كتب " يا دائم لا يفنا يا نعمه لا تحصا" بالألف بدل الياء .
والمعروف أن السلطان حسن حسنما شرع فى عمارة مدرستة/ أشرف عليها مهندسين ومشدين (ملاحظى عمارة)، فإذا وجدنا اسم ابن بيليك بجانب اسم السلطان حسن فلا شك أن لأكبر مهندس فيهم، خصوصاً إذا عرفنا أن من البيوتات الكبيرة الذين اصطفاهم السلطان حسن وقربهم منه، وكان من أمراء الأولوف، ومن تتبع تراجم اسة ابن بيليك ـ وقد نشأت هذه الأسرة فى عصر المنصور قلاوون، وتقلب أفراد أسرتها فى وظائف الدولة فى عهد هذه الأسرة، وكثير منهم تسمى محمد ـ وجدنا المؤرخين يخلطون فيهم، وآخرهم محمد بن بيليك الذين خلطوا ترجمته بترجمة أبيه، وكل ما عرفناه عنه أنه كان من أمراء الأولوف ومن أولاد الناس، وأنه وقف بجانب السلطان حسن فى محنته مع يلبغا، ولم نقف على بقية ترجمته ولا سنة وفاته .
ولا يضير فى عدم العثور على نعته المهندس فى الفقرات الصغيرة التى بين أيدينا من ترجمته، لأن كثيراً من المهندسين لم يكوناو محترفين الهندسة، بل اشتغل بها ملوك وأمراء وعلماء كا اشتغلوا بغيرها من الفنون والصناعات، والشواهد كثيرة، فقد ثبت أن الناصر محمد بن قلاوون هندس بنفسه قصر الأمير يلغبا اليحيارى وقد كان قصراً عظيما، وأن الملك الصالح صالح بان الناصر محمد بن قلاوون كان مغرماً بالصناعات وأجاد صناعة الزجاج وغيرها، وأن الأمير قطلو بك بن قراسنقر أحد أمراء الطبلخانة كان مهندساً للرى، فقد عمر قناة بالقدس واستقدمه الناصر محمد بن قلاوون إلى مصر ليعهد إليه بمشروع عمل قناة للماء من بركة الجيش .
وأن العلامة أحمد بن على بن إبراهيم الغسانى الأسوانى المصرى كان عالماً كاتبا شاعرا مؤرخا مهندسا، وأن الأمير سنجر بن عبدالله الشجاعى المنصورى وزير الديار المصرية كان خبيراً بالسياسة والعمارة، وهو الذى نفذ منشآت المنصور قلاوون، هذا عدا الكثير من المولك والوزراء والأمراء الذين اشتغلوا بكثير من العولم ونبغوا فيها، ولدينا مسألة طريفة تعزز أن ابن بيليك هو المهندس، ذلك أن لكمة بيليك التركية معناها بالعربية سعد .
وقد كبت المؤرخون أن السلطان حسن لما صلى الجمعة فى المسجد عند افتتاحه أنعم على البنائين والمهندسين، كما كافأ الفعلة لكل واحد منهم عشرة دنانير، فانشد الشاعر ابن نباتة المصرى مقطوعة فى المغنى ضمنها اسم المهندي فقال:
مليك التقى هنيت
بالجامع الذى ...... وجدت مبناه سعدا موقفا
وشعراء هذا العصر من دأبهم تضمين الأسماء فى
شعرهم، فنجد أن هذ الشاعر قد هنأ الملك الكامل شعبان بملك مصر بأبيات منها:
طلعة سلطاننا تبدت ....
بكامل السعد فى الطلوع
فأعجب لها كيف منه أبدت
.... هلال شعبان فى ربيع
إرسال تعليق