507575571559024578975075775024306753790756754506735719003007773507540230757057202507579075705795075730757636076770670676697076768076720206706706360790343707607570674938697202349307676

مدرسة وقبة الملك السلطان الناصر محمد بن قلاوون


بقلم (عماد حمدي)

مدرسة وقبة الملك الناصر محمد بن قلاوون
اسم الأثر: مدرسة وقبة السلطان الناصر محمد بن قلاوون

موقع الأثر: نطقة بين القصرين بشارع المعز لدين الله الفاطمي بالجمالية

رقم الأثر: 44

تاريخ الأثر: 695-703هـ/1295-1303م

الموقع:
        تقع مدرسة الناصر محمد بين مجموعة المنصور قلاوون ومدرسة السلطان برقوق، والمدرسة تقع فى مواجهة سبيل محمد على باشا المنشأ عام 1828.
موقع مدرسة وقبة الناصر محمد بن قلاوون

تاريخ الإنشاء:
 يذكر المقريزي أن هذه المدرسة كان موقعها حماماً فأمر الملك العادل زين الدين كتبغا بإنشاء مدرسة موضعها فابتدئ فى عملها ووضع أساسها وارتفع بناؤها عن الأرض إلى الطراز المذهب بالواجهة، وكان ذلك سنة (694هـ / 1294م، وأدخل فى عمارتها باباً رخاميا كان قد أحضره الملك الأشرف خليل بن قلاوون من إحدى كنائس عكا عندما فتحها سنة (960هـ/1290م)، وارتفع بناؤه إلى الطراز المكتوب بوجهتها وذلك فى عام (695هـ/1295م) ثم خلع من الملك قبل أن يتمها، فلما أعيد السلطان محمد بن قلاوون إلى الحكم للمرة الثانية عام 698هـ (1298ـ1299م) اشترى هذه المدرسة وأكمل بناؤها وأنشأ بها قبة جميلة دفنت فيها والدته، ثم ابنه "أنوك" الذى توفى عام 741هـ / 1340م.



ويوضح المؤرخ النويري بأن العادل زين الدين كتبغا قد أتم بناء الضريح وإيوان الصلاة، وأن الملك السلطان الناصر محمد بن قلاوون أتم باقى البناء وأضاف المئذنة، ووفقاً لرواية المقريزي فإن العادل كتبغا أتم البناء حتى الشريط الكتابى الموجود بالواجهة، وهذا الشريط الكتابى يحتوى على اسم الملك السلطان الناصر محمد بداية من الجانب الأيمن للبوابة، ورغم ذلك فإن ذلك الشريط الكتابى ينتهي فى الجانب الأيسر بتاريخ (695هـ/1296م) وهو تاريخ تأسيس العادل كتبغا للمدرسة أثناء غياب الناصر محمد بالشام، ونستدل من ذلك أن الملك السلطان الناصر محمد قد استبدل اسم العادل كتبغا باسمه فى القسم الأول من الشريط التأسيسي بدون تاريخ القسم  الثاني الذى يحتوى على تاريخ الإنشاء الأول، وعندما عاد الناصر محمد إلى السلطة مرة أخرى فإنه قد أوقف الأوقاف على هذه المدرسة عام (698هـ/1299م) ليتم بناؤها باسمه.
         
وصف المدرسة :-
        يصف المقريزي هذه المدرسة فيقول : تقع هذه المدرسة بجوار القبة المنصورية من شرقيها كان موقعها حماماً فأمر السلطان الملك العادل زين الدين كتبغا بإنشاء مدرسة موضعها فابتدئ فى عملها ووضع أساسها وارتفع بناؤها عن الأرض إلى نحو الطراز المذهب الذى يظاهرها، فلما خلع وعاد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى ملك مصر سنة 693هـ، أمر بإتمامها فكملت فى سنة 703هـ .
مدرسة وقبة الناصر محمد بن قلاوون: مسقط أفقى
        وهى من أجمل مبانى القاهرة وقد اشترى الناصر محمد هذه المدرسة قبل إتمامها والاشهار بوقفها وولى شراءها وصية قاضى القضاة زين الدين على ابن مخلوف المالكى، وأنشأ بجوار هذه المدرسة من داخل بابها قبة جليلة لكنها دون قبة أبيه ولما كملت نقل إليها أمه بنت سكباى بن قراجين ووقف على هذه المدرسة قيسارية أمير على بخط الشرابشيين من القاهرة والربع الذى يعلوها وكان يعرف بالدهيشة، كما وقف عليها حوانيت بخط باب الزهومة ودار الطعم خارج مدينة دمشق، فلما مات أبيه أنوك من زوجة الخاتون طغاى سنة 741هـ وكان عمره ثمانى عشره سنة دفنه بهذه القبة وعمل عليها وقفاً يختص بها .

        ويصف المقريزي باب هذه المدرسة الذى نقله الأشرف خليل بن قلاوون بعد أن استولى على عكا فيقول : لما فتح الأشرف خليل عكا سنة 690هـ، وجد هذه البوابة على باب كنيسة من الكنائس وهى من الرخام قواعدها وأعضادها وعمدها كل ذلك متصل بعضه ببعض فحمل الجميع إلى القاهرة وأقام عنده حتى قتل الملك الأشرف، فلما خلع الناصر محمد وثتملك كتبغا أخذ دار الأمير سيف الدين بلبانة الرشيدي ليعملها مدرسة فدل على هذه البوابة فأخدها من ورثة الأمير بيدرا فإنها كانت قد انتقلت إليه وعملها كتبغاعلى باب هذه المدرسة .



        وأول من تولى التدريس بالمدرسة الناصرية قاضى القضاة زين الدين على بن مخارف المالكى ليدرس فقه المالكية بالإيوان الكبير القبلى وقاضى القضاة شرف الدين عبد الغنى الحرابى ليدرس فقه الحنفية بالإيوان الشرقى والشيخ صدر الدين محمد بن المرحل المعروف بابن الوكيل الشافعى ليدرس فقه الشافعية بالإيوان البحرى، وقرر عند كل مدرس منهم عدة من الطلبة وأجرى عليهم مرتبات ورتب لهم إماماً يؤم الناس فى الصلوات الخمس .

        وكانت المدرسة تحتوى على خزانة كتب جليلة ويحدثنا المقريزي عن مشاهدته الشخصية بهذه المدرسة فيقول : أدركت هذه المدرسة وهى محترمة للغاية يجلس بدهليزها عدة من الطواشية ولا يمكن أن يدخلها غريب، وكان يوزع على الطلبة والقراء وسائر أرباب الوظائف بها السكر فى كل شهر، ويفرق عليهم كذلك اللحوم فى الأضاحى .

والواجهة :-
        لقد أثر موقع المدرسة الناصرية بين الأثرين الكبيرين مجموعة المنصور ومدرسة برقوق تأثيراً سيئاً، كما يقول (Briggs)، فلم يظهر جمال واجهتها وخاصة بالنسبة لمئذنة برقوق، ويبلغ طول الواجهة (21.42) متراً وارتفاعها بما فى ذلك الشرفات (13.23) متراً، ويوجد بالواجهة ثلاث حنيات تمتد بارتفاع الواجهة وتنتهى بدليات ويحيط بها إطار قالى مستطيل الشكل تشبه إلى حد كبير مدرسة زين الدين، وبأسفل كل حنية توجد نافذة، اثنان منها يفتحان بالقبة والثالثة تفتح بإوان القبلة، ويعلو النوافذ أعتاب عليها كتابة وفوقها عقود بها زخارف نباتية محورة .
 
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: جزء من الواجهة


        وعلى ارتفاع (7.25) أمتار من سطح الأرض يزخرف الواجهة شريط من الكتابة على أرضية مزخرفة بزخارف نباتية، يعلو هذا الشريط نافذتان، اليمنى منهما تقع فوق محراب القبة تماماً واليسرى تقع فى الإطار الجصى الذى يعلو محراب الإيوان القبلى للمدرسة ، ولعل أهم ما يميز هذه المدرسة الباب الذى جلبه الأشرف خليل من عكا سنة 690 هـ بعد أن خلعه من إحدى الكنائس الصيليبية، والذى يمثل الفن القوطى أحسن تمثيل ويبلغ ارتفاع الشرفات المدرجة التى تتوج الواجهة (1.41متر) ويبدو خلف الجزء الأيمن منها منطقة انتقال قبة الضريح المثمنة الشكل أما القبة فقد سقطت وفى الوسط وفوق المدخل تماماً توجد القاعدة المربعة لبدن المئذنة .
 
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: المدخل القوطي
المدرسة من الداخل :-
        عندما ندخل من المدخل الرئيسى نجد أنفسنا فى دهليز يمتد (13) متراً وعرضه (3) أمتار، ويفصل هذا الدهليز القبة عن إيوان القبلة، كما أنه يوجد فى هذا الدهليز بابان متقابلان يؤدى أحدهما إلى المدرسة والآخر إلى الضريح، وقد غطى سقف الدهليز بعروق خشبية تحوى بينها حقاقاً ضيقة وهى بذلك تشبه الدهليز الموجود بمجموعة المنصور قلاوون، وفى نهاية الدهليز يوجد بابان ، الأيمن منهما يؤدى إلى صحن الضريح وقد سد الآن والأيسر يؤدى إلى صحن المدرسة .
 
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: الدهليز المؤدي للداخل
        ويتوسط المدرسة صحن مستطيل تبلغ مساحته (23.20 × 14.40) متراً تحيط به أربعة إيوانات، فى الضلع الشمالى يوجد إيوان الحنفية وتبلغ سعته (5.65) أمتار وعمقه (5.30) أمتار، ويقابل إيوان الحنفية إيوان الحنابلة فى الضلع الجنوبى وتبلغ سعته (5.59) أمتار وعمفه (6.25) أمتار، ويشغل الجانب الشرقى لكلا الإيوانين خلاو الطلاب وعددها ثلاث وهى مغطاة بأقباء مستديرة أما الجانب الآخر للإيوانين فقد تهدمت الخلاوى وحل محلها مبان أخرى .

مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: صحن المدرسة
        ويشغل الضلع الشرقى للصحن إيوان القبلة الذى تبلغ سعته (8.10) أمتار وعمفه (13.04) متراً وارتفاعه (12.85) متراً، ومحراب إيوان القبلة كبير جداً وعلى جانيه عمودان من الرخام الأخضر المجلوب من " وادى الحمامات"، يعلوه نصف قبة مزخرفة برسوم جصية نباتية متأثرة بالزخارف ( الأسبانية المغربية"، يعلو ذلك إطار مستطيل مملوء بالزخارف الجصية تتوسطه نافذة، ويبلغ سعة المحراب (2.78) متراً وارتفاعه عشرة أمتار، وهو آخر محراب جصى فى العمارة الإسلامية فى مصر، وعلى الجانب الأيمن للمحراب توجد حنية مفتوحة من أعلى للتهوية، كما توجد حنية ثانية فى الضلع الجنوبى للإيوان ومقابلة للباب الموجود بالضلع الشمالى، وفى الضلع الغربى للصحن يوجد إيوان الشافعية وتبلغ سعته (14.65) متراً وغمقه (12.50) متراً، وفى صدر الإسوان توجد حنية كبيرة مسطحة تبلغ سعتها (3.75) أمتار وعمقها (1.72) متراً وعلى جانبيها حنيتان صغيرتان، وفى الضلعين الشمالى والجنوبى للإيوان الغربى توجد حنيتان قليلتا العمق .
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: إيوان القبلة

مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: المنبر والمحراب
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون:
تفاصيل الزخارف الجصية بأعلى المحراب
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: الإيوان الشمالي الغربي
مساكن الطلبة الموجودة على جانبي الصحن
القبة :-


        تتكون من مربع طول ضلعه (9.28) أمتار تقريباً يدخل إليه من باب يفتح فى الدهليز السابق الإشارة إليه، كما يضئ القبة نافذتان تطلان على الطريق وعلى جانبى المجراب، وعلى ارتفاع (3.73) أمتار من الأرض يوجد أفريز خشبى عرضه (98سم) ومقسوم إلى قسمين، الأسفل منهما يبلغ عرضه (37سم) وهو مذهب وعليه رسوم تمثل فروع العنب، اما القسم العلوى من الأفريز فيبدو أنه كان مزخرفاً بحروف من الخط الثلث الكبير، ولم يبق من هذه الزخارف غير الربع أما ابلاقى فقد نقل إلى متحف الفن الإسلامى، وهناك أفريز آخر على ارتفاع (9.25) أمتار من سطح الأرض وتحت منطقة الانتقال مباشرة وبه بقايا رسوم كتابات، وتتكون منطقة الإنتقال من ثلاثة صفوف من الدلايات يحتوى كل صف على خمس مقرنصات وتحصر الأركان بينها نافذى مكونة من ثلاث فتحات، ويبلغ ارتفاع منطقة الإنتقال (5.5) أمتار، أما القبة فقد سقطت فى عام 1870م، وحل محلها الآن سقف مسطح وتحتوى حنية محراب القبلة على عمودين من الرخام الأخضر مثل محراب المدرسة موجودين على جانبيها، وفى الضلع الغربى من القبة يوجد باب سعته (2.80) متراً يؤدى إلى صحن صغير مربع يبلغ ضلعه (6.86) أمتار ويحتوى الباب على عمودين يعلوهما عتب، ولكن الباب قد سد الآن .
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: مدخل القبة الضريحية
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: القبة الضريحية من الداخل
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: محراب القبة
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: سقف القبة

المئذنة :-

        تتكون قاعدة المئذنة التى تعلو المدخل الرئيسى من مربع طول ضلعه (4.74) متراً وارتفاعه (11.74) متراً حتى نهاية حائط إيوان القبلة أو (15.20) متراً حتى نهاية الشرفات التى تعلو الواجهة، ويعلو المربع طابق مثمن الشكل ارتفاعه (8.5) أمتار، أما الطابق الثالث فيتكون من مثمن دائرى بعض الشئ يبلغ ارتفاعه (3) أمتار وتحتوى أضلاع الطابق الأول المربع على زخارف نباتية جصية .أمتار
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: المئذنة
مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: تفاصيل المئذنة







تعليقات
لايوجد تعليق