507575571559024578975075775024306753790756754506735719003007773507540230757057202507579075705795075730757636076770670676697076768076720206706706360790343707607570674938697202349307676

نشأة طراز القبة الضريحية بمصر

         بقلم / عماد حمدي
أحد قباب مشهد آل طبا طبا
       عرفت مصر إقامة القباب فوق المدافن وقد اختلف العلماء فيما بينهم بشأن أقدم الأمثلة التي ظهر فيها هذا النوع من المدافن فمنهم من ذكر أن مشهد آل طباطبا المشيد عام (334ه/943م) من العصر الإخشيدي هو أقدم مثال لهذا النوع في مصر([1])، وهو عبارة عن صالة أعمدة مفتوحة مغطاة بقباب كروية صغيرة، وقد بنى جزء من الجانب الشرقي (الجنوبى الشرقي-اتجاه القبلة في مصر)على شكل حائط([2]).


الحالة الأصلية لمشهد آل طبا طبا
مسقط أفقى لمشهد آل طبا طبا

       
       ويقال أن أقدم ضريح بنيت عليه قبة هو قباب السبع بنات (شكل 17، لوحة 14) المشيد عام (400ه/1010م)([3])، ويتكون كل ضريح من ثلاث طبقات، الطابق الأول على شكل مكعب فتح في كل ضلع من أضلاعه المربعة عقد، وعلى الطابق الأول تأتى رقبة القبة التي تقوم على المقرنصات التي أقيمت في أركان المربع وبذلك حولت المربع إلى مثمن، ومن ثم فقد جاءت الرقبة مثمنة بتخللها أربع نوافذ، أما الطابق الثالث فتشغله قبة([4])
قباب السبع بنات
مسقط أفقى لقباب السبع بنات
        والواقع أنه إذا كان هذان المثلان هما أقدم ما بقى من المدافن ذي القباب حتى اليوم إلا أنه يستدل من إشارات المؤرخين أنه كانت توجد مدافن كثيرة في القرافة تعلوها قباب ومن أمثلتها مدفن الليث ابن سعد عام (175ه/791م) الذى دفن في مقابر الصدفيين وكان عددها أربعمائة قبة والليث أوسطها، وتدل هذه الرواية على ان المدفن ذا القبة عرف في القرافة منذ وقت مبكر وبمعنى أدق منذ نهاية القرن الثاني الهجرى الثامن الميلادي أي قبل العصريين الإخشيدي والفاطمي وحتى قبل أقدم مدفن إسلامي باق وهو قبة الصليبية([5]).

        على أن هذا النوع من العمارة جاء في مصر نموذجاً فريداً، شأنه شأن كثير من ضروب الفن المعمارى، فقد كان الخلفاء الفاطميون يدفنون داخل قصورهم التي سكنوها، ولعلهم قد قصدوا من وراء ذلك أن تصبح قصورهم بمثابة بقاع مقدسة، وتتناقض هذه الظاهرة تناقضاً صارخاً مع السنة التي استنها المسلمون والتي تقضى بأن يدفن الموتى في مقابر تقع في ظاهر المدن، على أننا لا نعرف ما إذا كانت القصور الفاطمية التي كان الخلفاء يدفنون فيها مجهزة بمقابر خاصة أم لا، حيث تم نبش قبور الفاطميين من قبل الأيوبيين وتخربت قصورهم بدرجة بالغة([6]).




([1]) محمد حمزة إسماعيل الحداد، القباب في العمارة المصرية الإسلامية، ص39.
([2]) صالح لمعي مصطفى، التراث المعماري الإسلامي، ص25.
([3]) محمد حمزة إسماعيل الحداد، القباب في العمارة المصرية الإسلامية، ص40.
([4]) سعاد ماهر محمد، مساجد مصر ، الجزء الثاني، ص11.
([5]) محمد حمزة إسماعيل الحداد، القباب في العمارة المصرية الإسلامية، ص41-42.
([6]) ثروت عكاشة، القيم الجمالية، ص145.





تعليقات
لايوجد تعليق