507575571559024578975075775024306753790756754506735719003007773507540230757057202507579075705795075730757636076770670676697076768076720206706706360790343707607570674938697202349307676

نجمة دواد "خدعوك فقالوا يهودية"

زخرفة نجمة داود
(بقلم (عماد حمدي



         نجمة داود عليه السلام هي ذلك الشعار الذي يتخده اليهود رمزاً لهم، ففى علمهم يضعون نجمة داود بين خطين متوازيين لونهما أزرق وتتميز النجمة أيضاً باللون الأزرق، فنجمة دواد ترمز عندهم إلى يهود بني اسرائيل أما الخطين فيرمزان إلى نهر النيل والفرات وذلك لاعتقاهم أن الله سبحانه وتعالى قد وهبهم الأرض ما بين النيل والفرات،  إن التسمية العبرية للنجمة السداسية نجمة  داود هي "مجن داود" أي درع داود عبارة عن شكل نجمي يمثل مثلثان متعاكسان متساويي الأضلاع.                                                                                                                                         


          وقد اتخذ اليهود هذا الشعار رمزاً لهم وذلك لأنه يدل على الشجاعة  والتضحية ، وهو تيمناً بما فعله النبي دواد عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام عندما انتصر على أعداءه وقتله لقائدهم جالوت، وقد ذكرت هذه القصة فى القرآن الكريم، وقد ذكر الله عز وجل أنه ، قد أعطي لنبي الله دواد من المعجزات والتى منها أن الآن له الحدي، ومن الثابت لدي كل الأديان السماوية أن البشرية فى آخر الزمان تنتظر رجلا ينتصر لدين الحق وسيظهر معه نبي الله عيسي عليه السلام ولقد جاء ذكر ظهور هذا الرجل فى التوراة والإنجيل والقرآن وهو المعروف باسم المهدي ومن المؤكد أن ذكره قد ورد فى كتاب الزبور أيضاًُ إذ يقول المولى عز وجل فى محكم التنزيل  "ولقد كتبنا فى الزبور بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحون" "الأنبياء105".


 خدعوك فقالوا نجمة داوود يهودية


لمشاهدة الفديو عن نجمة داوود اضغط على الصور أو "اضغط هنا"

          وفي بعض التفاسير، فإن العباد الصلحون هم المهدي عليه السلام وجنوده، أي أن نبي الله دواد قد بين لهم أن المهدي سيظهر فى آخر  الزمان عقب انتشار الظلم والطغيان وأنه سيرفع كلمة الله ، وكان - تبعا لمعتقد اليهود - قد اتخذ رمزاً وهو شكل نجمة داو اعتقادامنهم أن المهدي سيحقق لهم وعدهم الإلهي بمنحم الأرض الواقعة من النيل إلى الفرات.

          ولكن من الثابت لدينا - كمسلمين- أن الإمام المهدي عليه السلام هو محمًد، وهذا الإسم فى الحقيقة مكون من خمسة أحرف أي أنه  محممد لوجود علامة التضعييف على الميم ولو رجعنا لرسم النجمة نجد أنه عبارة عن اسم محمد.



والباحث المدقق فى العمارة والفنون الإسلامية يجد أن نجمة داود عبارة عن زخرفة إسلامية خالصة، فقد بدء ظهورها فى فترة مبكرة من التاريخ الإسلامي،  في منبر جامع القيروان بتونس (248ه/862م)، وكان أول ظهور لها بمصر في العصر الفاطمي، إذ نراها على المئذنة الغربية بجامع الحاكم بأمر الله الفاطمي (393ه/1003م)، واستمر استعمالها في العصور اللاحقة بعد ذلك.

زخرفة نجمة داود الموجود بمئذنة جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي بشارع المعز
مئذنة جامع الحاكم بأمر الله الغربية الموجود عليها زخرفة نجمة داود

تعد النجمة السداسية في الزخرفة الإسلامية قمة ما ابتدعه الفنان المسلم في مجال الزخرفة الهندسية بوجه عام وفى مجال الرقش الهندسي بوجه خاص، ولا شك أن ما حملته الأشكال النجمية في الزخرفة الإسلامية، من رموز يؤكد العلاقة بين الأرض والسماء، إذ يرى بعض العلماء أن هذه الأشكال النجمية ناجمة عن اندماج شكلين يمثلان السماء والأرض، فالنجمة السداسية ناجمة عن اندماج مثلثين، وفى هذه الأشكال يحس المتفكر بتوامض السماء والأرض، المركز والمحيط، وذلك عبر إحساس كلى لا يفصل الصورة عن مضمونها ورموزها ودلالاتها، والجدير بالذكر أن دلالات الرموز المستخدمة في الفنون الإسلامية تختلف عن غيرها في الفنون الأخرى، مع ملاحظة ما اتسمت به الرموز الإسلامية من معانى سامية، وهو ما يتضح عند مقارنة رمزية النجمة السداسية الإسلامية واليهودية، فبينما كان لها دلالات رمزية عنصرية لدى اليهود، لم يكن الأمر كذلك في مثيلتها الإسلامية.

وكانت ترسم أحياناً منفردة أو مشتركة مع عناصر زخرفية أخرى ولاسيما العناصر النباتية والخطوط الهندسية وغيرها، وتتكون النجمة السداسية عامة من تقاطع خطوط مائلة في الجهتين بزاوية قدرها ثلاثون درجة مع خطوط رأسية في أماكن محددة ذات مسافات معينة بحيث ينتج عن هذا التقاطع تكرار للنجمة السداسية أو الشكل المسدس، وقد استخدمت النجمة السداسية في فتحات النوافذ، وفى الإطارات العلوية والجانبية للأبواب، كما استخدمت في الردود البارزة بين البانوهات الرأسية سواءاً كانت عادية أو مزينة من أعلا بطبقة من المقرنصات، وقد عملت هذه النجمة السداسية في العمارة الإسلامية بأشكالها المختلفة على ضربين أولهما ضروب هندسية بحتة، وثانيهما ضروب هندسية تحوى بداخلها عناصر أخرى من الزخارف النباتية والحيوانية[1].

زخرفة النجمة السداسية نجمة داود فى الفسيفساء وتعود للعصر المملوكي البحري
(1250-1383م)



([1]) عبد الرحيم غالب: موسوعة العمارة الإسلامية (عربي- انجليزي- فرنسي)، دار جروس برس، 1988، ص348.؛ عبد السلام أحمد نظيف: دراسات في العمارة، ص222-234. للمزيد عن استخدام زخرفة النجمة السداسية في الفن الإسلامي وأصولها ومدلولاتها انظر: عفيف بهنسي: معانى النجوم في الرقش العربي، بحث ضمن فعاليات ندوة الفنون الإسلامية- المبادئ والأشكال والمضامين المشتركة، المنعقدة في استانبول، أبريل 1983، دار الفكر- دمشق 1983، ص58-60.
  Lilian M.C.Randall: The Star of David Reflected in Drawings of Reolant savery and Paulus Van Vianen, The Journal of Walters Art Gallery, vol.5, 1996, p203-224.; Catherine Fukushima and others: Islamic Art and Geometric Design, The Metropolitan Museum of Art, New York, 2004, p13.                                                  












تعليقات
لايوجد تعليق